بين كذبة الأول من نيسان والأول من أيار عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يكتوون بنيران تلك الكذبة مع دخول الشهر الفضيل يومه الأول.
إن غالبية دول العالم تحتفل بكذبة نيسان أو كذبة أبريل في الأول في الشهر الرابع من كلّ عام وفقًا للتقويم الميلاديّ، وذلك من خلال تطبيق الخدع والنكات، ويسمّي الأوروبيون ضحايا يوم أبريل بأغبياء كذبة أبريل، وتشارك في يوم كذبة نيسان الصحف والمجلّات أيضًا؛ حيث تنشر أخبارًا كاذبة أو تقارير ليس لها أساس من الصحّة مطلقًا.
أما فيما يتعلق بكذبة أيار فهي التي خرجت من فم رئيس السلطة حيث كان يخطب في ساعات الفجر الأولى بحشد من المطيعين لأمره والخاضعين لسلطانه في ختام أعمال ما يسمى "المجلس الوطني"، ليقول لهم إنه لم يفرض عقوبات على أهل غزة، وإنه لن يسمح بأن تفرض مثل تلك العقوبات على أي فلسطيني، وإنه أمر بصرف رواتب الموظفين صباح اليوم التالي.
جاء اليوم التالي كما تعلمون وسافر الرئيس إلى أمريكا اللاتينية وركل الكرة في التشيلي محرزًا الهدف العالمي في شباك أهل غزة، ليعلن انتصاره الأول عليهم بسيف المال.
اليوم أول أيام الشهر الفضيل يعض أهل غزة على جراحهم ولم يهرعوا للبنوك كما فعلوا مطلع الشهر الجاري من أجل الحصول على فتات المال الذي يسعى من خلاله الرئيس إلى استعبادهم من جديد.
ليس ذلك فحسب، بل إن أهل غزة توقفوا عن متابعة التصريحات الفاضحة والصادمة والمبررة من قبل أتباعه وأذنابه في المقاطعة لما صدر عن الرئيس الذي منحه كثر من أهل غزة لقب "الرئيس الكاذب".
يا سادة، إن أهل غزة يعرفون كيف يطببون جراحهم لا سيما أن الشهر الفضيل قد حل وحلت معه الخيرات والبركات ولن يستطيع الرئيس ولا من على شاكلته كسرهم بسيف المال، ولعل تاريخ هذا البلد حافل بمعارك الصمود والتحدي والانتصار خصوصًا في شهر رمضان المبارك.