قائمة الموقع

الحاجة فاطمة صالح تسترجع بطولات أهالي قرية "بربرة"

2018-05-16T05:19:01+03:00

تسترجع الحاجة الفلسطينية فاطمة صالح، ذكريات المعيشة في قريتها "بربرة"، رغم مرور 70 عامًا على النكبة الفلسطينية التي تسببت بالمآسي والآلام لأبناء شعبنا منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م.

وتستذكر صالح قريتها، حينما كان أهلها ينعمون بالأمن والرخاء، ويعملون في الزراعة وتربية الأغنام، فكان "عنبها من أفضل العنب" حيث كان يباع في الكثير من بلدات الساحل وقراه.

"وتركزت أشجار الفاكهة في القسم الغربي من القرية، والحبوب في القسم الشرقي منها، فكان نحو 100 دنم مخصصة لزراعة الحمضيات والموز ومئات الدنمات خصصت لزراعة الحبوب، فكانت الزراعة في معظمها بعلية تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي" والكلام للاجئة ذات العقد التاسع من عمرها.

وتقع قرية "بربرة" بين غزة ويافا، وبرزت أهمية موقعها الجغرافي منذ الحرب العالمية الثانية عندما قامت سلطات الانتداب البريطاني بشق طريق رئيسة معبدة توازي الطريق الساحلية الرئيسة غزة – يافا، وتقطع طريق الفالوجة – المجدل، وتربط بين هذه الطرقات قرية "بربرة".

وتقول صالح بفخر: "كانت بربرة تنتصر في كل المعارك على العصابات الصهيونية التي أرادت احتلالها وتهجير سكانها منها، حيث حطم منضاليها في إحدى المعارك مصفحتين وسيارة وجرار لتلك العصابات".

ورغم ارتفاع سعر قطعة السلاح الواحدة "البندقية" التي كانت تصل آنذاك إلى ما يعادل ثمن 10 دونمات من الأرض لم يبخل أهالي القرية على شرائها لمهاجمة "عصابات الهاجاناة" وصد محاولات تهجير أهلها.

وتضيف: لم تهدأ "بربرة" يومًا بوجه المحتل، وكانت من أشد القرى المقاومة للانتداب البريطاني و"العصابات الصهيونية"، مشيرة إلى أن أهالي القرية انخرطوا في جميع الهبات والثورات الفلسطينية المتتالية مستغلين موقع القرية لنصب الكمائن (الألغام الأرضية) "للعصابات الصهيونية" التي كانت تحاول السيطرة على القرى المجاورة وإخراج أهلها منها.

وتذكر أن أهالي القرية شاركوا في معركة دارت بين "بربرة" و"هربيا" حيث نصبوا كمائن بالألغام، لتلك العصابات التي أرادت احتلال القرية وتهجير أهلها ما أدى لتدمير مركباتها وإصابة عدد كبير ممن كانوا في داخلها.

كما تستذكر اللاجئة الفلسطينية معركة أخرى مشابهة وقعت بين "بربرة" و"الجية"، تم نصب كمين بقيادة رجل سوري، "للعصابات الصهيونية"؛ ما أدى إلى مقتل 12 صهيونيًّا، واستطاع الثوار أخذ ثلاث مصفحات وتوزيعها على الثوار في قرية "الجية وبربرة والمجدل".

وأجبر سكان "بربرة" بعد عدة معارك خاضوها مع الاحتلال، الهجرة من القرية، قسرًا، بعدما دمرت تلك "العصابات الصهيونية" القرية، فتشردوا جميعهم ولجأ الغالبية منهم إلى قطاع غزة.

وسرعان ما توقفت التسعينية عن الكلام للحظة، ذرفت خلالها الدموع قبل أن تكمل حديثها لصحيفة "فلسطين" رغم محاولات الدفاع عن الأرض إلا أنها فشلت بسبب امتلاك الاحتلال الإسرائيلي وعصاباته الإرهابية القوة ومختلف أنواع الأسلحة.

وتنسم أهل القرية، وفق الحاجة صالح (أم زكي)، الصعداء عند سماعهم بوصول الجيوش العربية إلى الأراضي الفلسطينية من أجل الدفاع عنها واستعادة الأراضي المحتلة؛ إلا أن الجيوش بعد فترة انسحبت شيئًا فشيئًا وحينها أدركنا أن العودة إلى الديار تحتاج لفترة من الزمن.

ويتعلق قلب صالح، بقريتها التي تركتها بعمر فتاة ذات عشرين عامًا، وتواظب يوميًا على تعليم أحفادها بأن لهم وطنًا جميلًا سيعودون إليه عاجلًا أو أجلًا، وتؤكد بأن "الكبار سيموتون حقًّا.. لكن الصغار هم أشد تمسكًا بأرضهم وسيعودون إليها".

ويتجدد أمل العودة لدى صالح، بالعودة لـ"بربرة" برفقة الأبناء والأحفاد مع استمرار مسيرة العودة واقتحام اللاجئين السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة عام 1948م.

اخبار ذات صلة