فلسطين أون لاين

​عندما يكون العار معلنًا؟!

عار العرب في 2018 لا تغسله الكلمات، ولا مياه البحر، ولا مياه نهر النيل؟! في هذا العام تشارك أنظمة عربية علنا (إسرائيل) في احتفالات العام السبعين لقيامها، على أنقاض النكبة الفلسطينية، التي شارك النظام العربي في صناعتها بشكل أو بآخر.

في فندق (الرتز كارلتون) المشرف على ميدان التحرير في قلب القاهرة، احتفلت (إسرائيل) بذكرى قيامها، بحضور شخصيات مصرية وفنانين ورجال أعمال؟! كلمات السفير الإسرائيلي تحدثت عن شراكة عربية مع (إسرائيل) في التنمية، وفي مواجهة الأعداء؟! من هم الأعداء المشتركون للأنظمة العربية و(إسرائيل)؟! الإجابة عادة تحددها الغرف المغلقة؟! مع أنه لم تعد في العالم أسرار.

في قلب مدينة القدس المحتلة شاركت الإمارات والبحرين دولة (إسرائيل) في احتفالات ذكرى قيامها على الأرض الفلسطينية المحتلة. سبعون سنة خلت ونحن نسمع من بعض العرب كلمات العداء لـ(إسرائيل)، بينما هم في الحقيقة يبادلونها الاعتراف والتقدير، وينسلخون من القضية الفلسطينية بالتدريج. سبعون سنة هي مدة كافية لكي يدرك الفلسطينيون حقيقة النظام العربي، كما أدركه الحاج أمين الحسيني، الذي كان يرى في مشاركة الجيوش العربية في حرب 1948م ضياعا لفلسطين، وقد كان حدسه صوابا.

إذا كان النظام العربي قد ساعد قديما في ضياع فلسطين عام النكبة، فإن النظام العربي الحالي، لا أقول كله، ولكن بعضه يساعد العدو في ابتلاع القدس، ونقض حقوق اللاجئين بالعودة حسب قرارات الشرعية الدولية. بعض دول النظام العربي هي في تحالفات غير معلنة أحيانا، ومعلنة أحيانا مع دولة الاحتلال؟!

بعض أنظمة العرب تصف مقاومة الفلسطينيين بالإرهاب، ولا تصف قتل (إسرائيل) للأطفال الفلسطينيين بالإرهاب؟! (إسرائيل) في نظر بعض الأنظمة العربية دولة عدل وديمقراطية، ولم تعتدِ على بلادهم؟! وعلى الفلسطينيين الكف عن الشكوى؟!. إن من يشارك (إسرائيل) في احتفالات تأسيسها السنوية لا يخون القضية الفلسطينية فحسب، بل يخون القضية الوطنية لبلاده، ويخالف إرادة شعبه، ويهدر كرامته، ولن تعود هذه السياسة عليه بنفع.