مع بدء العد التنازلي للمسيرات المليونية يوم الزحف العظيم في منتصف هذا الشهر، التي أقرتها الفصائل الفلسطينية، باتجاه الحدود، بهدف إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، والتأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين في ظل مساعي الإدارة الأمريكية لشطب حق العودة ونقل سفارتها للقدس، لا يزال الاحتلال يعيش مأزقًا لا يحسد عليه نتيجة حالة من قلق شديد ويحسب له ألف حساب، وأخذ يطلق تهديداته في كل الجمع السبع التي شهدت مسيرات عارمة على الشريط الحدودي للقطاع، واليوم تهدد باستخدام وسائل قتل أخرى أمام المد الجماهيري الذي سينطلق من قطاع غزة في ذكرى النكبة أو احتجاجا على فتح السفارة الأميركية في القدس في خرق أميركي واضح للقرارات والقوانين والأعراف الدولية، الأمر الذي من الممكن أن تقود هذه السياسة الأميركية والاحتلالية إلى عودة شريعة الغاب وهو ما يهدد ليس فقط المنطقة العربية، بل العالم بأجمعه.
هذا ما ذكرته مصادر عسكرية إسرائيلية من أن (تل أبيب) ستستورد منظومات قنص جديدة لمواجهة متظاهري قطاع غزة، دليل جديد على مدى عدوانية دولة الاحتلال التي تعتبر نفسها فوق القانون وفوق الأمم المتحدة وقراراتها مستمدة ذلك من الدعم الأميركي اللامحدود لها ولاعتداءاتها المتصاعدة ضد شعبنا وضد الشعوب والدول العربية خاصة سوريا ولبنان وغيرهما.
فمنظومات القنص الجديدة التي ستستوردها دولة الاحتلال لمواجهة مسيرات العودة المنطلقة من قطاع غزة، فإن الهدف منها وفقا للمصادر الإسرائيلية هو تحسين دقة إصابة الشبان الفلسطينيين المشاركين في هذه المسيرات ومواجهة تصورات مختلفة قد تقع وتستوجب إطلاق نيران مكثفة.
وبمعنى آخر فإن هذه المنظومات في حال استخدامها، وهذا أمر غير مستبعد على دولة الاحتلال التي نفذت العديد من المجازر بحق شعبا وقيادته، فإن مجزرة جديدة تعدّ لها إسرائيل في ذكرى النكبة ونقل سفارة أميركا للقدس في الرابع عشر من الشهر الجاري.
فبدلًا من قيام دولة الاحتلال بالاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة أمام المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية التي من حقها القيام بذلك خاصة في أعقاب قرارات الرئيس الأميركي ترامب المتماثل مع السياسة الإسرائيلية العدوانية والعنصرية ضد شعبنا وقضيته الوطنية، بدلا من ذلك نرى قيام دولة الاحتلال باستخدام الرصاص الحي في مواجهة هذه المقاومة السلمية والتي أدت منذ انطلاق مسيرة العودة إلى استشهاد حوالي ٥٠ مواطنا من بينهم أطفال وكبار السن.
لقد بدأ العد التنازلي ليوم الزحف العظيم، وهي أيام قلائل تفصلنا عن الرابع عشر من مايو؛ وهو يوم النكبة، والمتوقع فيه سيفوق كلّ حسابات وتوقعات الاحتلال باستخدام كل ما أوتي من أسلحة وسواتر ستسقط كما سقط جدار برلين أمام إصرار وعزيمة الشعب، فأقصر الطرق لمنع مثل هذه المجازر التي لن تزيد شعبنا سوى الإصرار والتمسك بحقوقه الوطنية هو الاعتراف بهذه الحقوق ورحيل الاحتلال الغاشم عن الأرض الفلسطينية المحتلة.