فلسطين أون لاين

مسيرو الطائرات الورقية يتوعدون الاحتلال برفع فاتورة الخسائر

...
غزة - أدهم الشريف

يتعهد مسيرو الطائرات الورقية الحارقة، التي سببت قلقًا كبيرًا لجيش الاحتلال، بتكبيد الاحتلال المزيد من الخسائر، بإطلاق المزيد من هذه الطائرات خلف السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.


ولم يبد هؤلاء أي مخاوف من استهدافهم مباشرة بعد إعلان وزير "الأمن الداخلي" في حكومة الاحتلال جلعاد أردان، صباح أمس، عن وصول تعليمات لجيش الاحتلال باستهداف مسيري هذه الطائرات الحارقة.


وقال أردان في تصريحات إذاعية، "صدرت تعليمات لجيش الاحتلال بالتصرف والتعامل مع مطلقي الطائرات الورقية على أنهم إرهابيون".


ويشير ذلك إلى إمكانية تعمد إطلاق النار تجاههم وقتلهم أو إصابتهم بجروح خطيرة.


غير أن محمود (وهو اسم مستعار)، يقول إنه لا يخشى استهداف جيش الاحتلال أو حتى مقتله، فالمهم في نظره أن يحرق المزيد من الحقول.


وكان محمود البالغ من العمر (25 عامًا)، أطلق طائرة ورقية مذيلة بفتيل مشتعل بالنيران، قرب السياج شرق مدينة غزة، تجاه مزروعات المستوطنين في الداخل المحتل، وتسببت باشتعال حقول واسعة لعدة ساعات.


وأضاف الشاب الذي كان يرتدي قناعًا يخفي وجهه: "لم يتملكني الفرح والسرور يومًا ما مثلما فرحت يوم أن حرقت بيدي حقول المستوطنين".


وحلقت الطائرات الورقة في سماء الأراضي المحتلة انطلاقًا من غزة، بعد عدم تمكن أصحابها من الاقتراب من السياج الفاصل بفعل قناصة الاحتلال التي أردت عشرات الشهداء وآلاف الجرحى منذ انطلاق مسيرات العودة.


وامتدت مسيرات العودة في خمس نقاط تجمع لها تقع في شرق قطاع غزة، منذ 30 مارس/ آذار الماضي، الذي وافق الذكرى الـ42 ليوم الأرض.


وبحسب وزارة الصحة، فإن 47 شهيدًا قتلوا برصاص جيش الاحتلال، فيما أصيب قرابة 8 آلاف آخرين بجروح متفاوتة منذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار.


ويقول حقوقيون إن جيش الاحتلال استخدم القوة المميتة لقمع المتظاهرين السلميين العزل.


وفي السياق، لم يستبعد أردان استخدام طائرات دون طيار لاستهداف مسيري الطائرات المحملة بالمواد الحارقة.


غير أن الفتى محمد (اسم مستعار)، يقول إنه يجيد التخفي بين المتظاهرين وحقوق المزارعين الفلسطينيين لتسيير طائرته.


ويعتقد محمد البالغ (17 عامًا)، أن جيش الاحتلال لن يستطيع استهداف مسيري الطائرات الورقية، أو الحد من هذا الأسلوب.


وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، صورًا لعدد من الطائرات الورقية صنعها فتيان وشبان غزِّيون، استعدادًا لإطلاقها غدًا في الجمعة السابعة لمسيرات العودة.


في المقابل، نشر مستوطنون إسرائيليون على صفحات التواصل الاجتماعي العبرية، دعوات من أجل المشاركة في "مسيرات مضادة" لدعم جنود جيش الاحتلال المنتشرين على طول السياج الفاصل شرق غزة.


ويستعد مستوطنون لإطلاق طائرات ورقية انتقاماً من الفلسطينيين، حيث سينتشر المتظاهرون الإسرائيليون خلف جنود جيش الاحتلال من أجل إطلاق طائراتهم الورقية التي تحمل علم (إسرائيل).


غير أن نشطاء في مواقع التواصل في غزة قللوا من جرأة هؤلاء المستوطنين على القيام بذلك، أو حتى الاقتراب من جنود الاحتلال الذين هم في مرمى طائرات الغزِّيين الورقية.