من المتوقع أن تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي استخدام القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين المتوقع خروجهم بمسيرة مليونية يومي 14 و15 مايو/ أيار الجاري، ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار المستمرة منذ الـ30 من مارس/ آذار الماضي قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة، وفق محللَين عسكرييَّن.
وتوقع المحللان في حديث لصحيفة "فلسطين"، استخدام سلطات الاحتلال الأفاعي والنحل، والكلاب البوليسية، والطائرات المسيّرة، ونشر عدد كبير من جنودها في مختلف المناطق الحدودية مع قطاع غزة، لتفرقة المتظاهرين السلميين ومنع اجتيازهم السياج الفاصل.
وتعتزم الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة، الشروع بإنشاء أماكن تجمع إضافية للمتظاهرين شرق القطاع تمهيدًا ليومي 14 و15 من الشهر الجاري.
ويستعد المتظاهرون السلميون لاجتياز السياج الفاصل والعبور نحو الأراضي المحتلة عام 1948، كما هو مخطط ضمن فعاليات مسيرة العودة، في ذات اليوم الذي تنقل فيه الإدارة الأمريكية مقر سفارتها من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة.
وتوقع المختص في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي، لجوء سلطات الاحتلال لعدة إجراءات لردع مسيرة العودة خاصة يومي الإثنين والثلاثاء القادمين.
وقال الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": "ستحاول سلطات الاحتلال القيام بعمل عسكري قبل أن تشتد ذروة الفعاليات يومي 14 و15 من الشهر الجاري، بالتزامن مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وفي الذكرى الـ70 للنكبة".
ورأى أن سلطات الاحتلال ستقدم على استخدام بعض الوسائل التكنولوجية الحديثة وغيرها لمواجهة المتظاهرين السلميين كاستخدام "الأفاعي والدبابير، والكلاب البوليسية، والطائرات المسيرة" ما يؤكد أنها في مأزق وباتت غير قادرة على مواجهة المحتشدين.
وفي حال فشل الاحتلال في التصدي للمتظاهرين السلميين فستحاول استهداف عمق غزة وقد تلجأ إلى اغتيال قادة حركة حماس، بحسب الشرقاوي، الذي استدل على ذلك من خلال تصريحات صدرت عن عدد من قادة الاحتلال.
وللخروج من الأزمة الراهنة وإنهاء معاناة المواطنين في غزة، يعتقد الشرقاوي، أن الضفة الغربية المحتلة لا بد أن تشارك في فعاليات مسيرة العودة وتخرج للمطالبة بإغاثة أهالي القطاع وكسر الحصار المفرض عليهم منذ نحو 12 عامًا وللتأكيد على حق العودة.
قوة مفرطة
من جهته، قال الخبير العسكري واصف عريقات: إن سلطات الاحتلال تعيش أزمة لعدم مقدرتها على مواجهة مسيرة العودة وخشيتها من اجتياز المتظاهرين السياج الفاصل شرق القطاع.
وأضاف عريقات لـ"فلسطين": "إن سلطات الاحتلال أنشأت في الأيام الماضية خلايا لإدارة الأزمة لإفشال مسيرة العودة والالتفاف عليها وعدم السماح للمتظاهرين باجتياز السياج، أو اقتلاع الأسلاك الشائكة التي وضعت لتفصل بين غزة والأرض المحتلة عام 1948".
ويعتقد أن يضع الاحتلال سيناريوهات عدة لردع المتظاهرين كنقل المعركة إلى داخل القطاع، أو إلقاء الأفاعي والكلاب الضالة والنحل في طريق المتظاهرين، واستخدام القوة المفرطة ضدهم، وزيادة عدد جنوده.
وتوقع الخبير العسكري، أن تشهد الأيام القادمة تدحرجا في المواجهة إلى عمق القطاع، في حال ردت المقاومة على جرائم الاحتلال المرتكبة بحق المحتشدين في مخيمات العودة المنتشرة في محافظات القطاع الخمس.