الاحتكام لصندوق الانتخاب هو المخرج لأي حالة فوضى ووضع حد للأنظمة القمعية، وفي جامعة بيرزيت أمس كانت لنا العبرة، حيث توجه طلاب جامعة بيرزيت لصناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم، وقد فازت الكتلة الإسلامية التابعة لحماس بفارق قليل عن كتلة الشبيبة التابعة لفتح.
بغض النظر عن النتائج، لكن يسجل لإدارة الجامعة التي تمتلك الإرادة لاستمرار هذا العرس الديمقراطي بهذا الشكل، وخاصة بفوز الكتلة الإسلامية التي تتعرض لحالة إقصاء ومطاردة دائمة من قبل الاحتلال عبر ما يعرف بحملات قص العشب، التي كان آخرها اختطاف الأسير عمر كسواني رئيس مجلس الطلاب من وسط جامعة بيرزيت، واعتقال زملائه في المجلس بهدف تعطيل عمل الكتلة ومجلس الطلاب.
تُضاف إلى ذلك حملات الاعتقال السياسي لأعضاء الكتلة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتعطيل أنشطتها وحجب الأموال عنها لمنع خدمة الطلاب، إلا أن ذلك فشل في منع الطلاب من ممارسة حقهم الانتخابي. جامعة بيرزيت تحمل بعدا وطنيا ورمزية خاصة تاريخيًا في انتخاب مجالس طلابها، التي خرجت العشرات من القيادات الوطنية الفلسطينية وكذلك قادة المقاومة وفي مقدمتهم الشهيد يحيى عياش المهندس الأشهر في فلسطين، والقيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي، الذي تم إقصاؤه في ترتيبات المجلس الوطني الأخيرة. نجحت جامعة بيرزيت وفازت في العرس الديمقراطي، بينما على بعد كيلو مترات فشلت قبل أيام قيادة رام الله في أن تسير على درب هؤلاء الشباب وتحتكم لصندوق الانتخابات، واكتفت بالتصويت برفع اليد لمجموعة من الأشخاص اختارهم أبو مازن لاختياره رئيسًا.
نموذجان مختلفان تماماً، الأول يمثل نبض الفلسطينيين بتحالف شباب بيرزيت مع شباب غزة الذين يقودون المواجهة بصدورهم العارية على حدود غزة، بينما فشل النموذج الثاني لمجموعة من العواجيز الذين اختطفوا الصندوق الانتخابي، وأخفوه في منتصف الليل في مقر المقاطعة برام الله، التي تواصل اختطاف الشرعية الفلسطينية لصالح مشروع التسوية السلمية مع الاحتلال.