مجتمع عنصري ولد مجتمعًا مجرمًا؟! أنا لا أتحدث عن دولة (إسرائيل)، وإنما أتحدث عن المجتمع الإسرائيلي الذي شكل هذه الحكومة المجرمة. الحكومة المجرمة قتلت حتى الآن 40 فلسطينيًا من المشاركين في مسيرات العودة معظمهم من الفتيان والصبية، وأصابت بجراح 6730 مشاركًا بعضهم برصاص حيّ متفجر أدى لقطع أحد الأطراف؟!
إنه مع هذا الإسراف في استخدام القوة القاتلة، وبالرغم من استنكار العالم والمنظمات الدولية لاستهداف المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي، فإن غالبية المجتمع (الإسرائيلي) أعرب عن تأييده لأعمال الجيش وقتل المتظاهرين واستخدام الرصاص الحي ضدهم؟!
يقول استطلاع الرأي الذي أجراه (المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وجامعة تل أبيب) أن 83% يؤيدون سياسة الجيش في إطلاق النار على المتظاهرين؟! وأن 71% يرفضون تخفيف الحصار عن غزة؟! فهل هذه النسب المذهلة تدل على أن (إسرائيل) تتمتع بمجتمع إنساني، وأخلاقي؟!
المجتمع الذي يؤيد قتل المتظاهرين الفلسطينيين السلميين لأنهم يطالبون بحقوقهم الوطنية بدون عنف هو مجتمع مجرم، بل هو مجتمع يتفوق في الإجرام على المجتمع النازي، حيث لم يؤيد الألمان جرائم هتلر، وقام الألمان مؤخرا بتعويض اليهود المتضررين من هتلر؟!
لقد قتلت ألمانيا اليهود، وهجرتهم الدول الأوروبية من أراضيها لأنهم عبثوا في هذه المجتمعات، ونشروا الربا البشع على نحو ما جسده شكسبير في مسرحياته، وعلى نحو ما قال محمود عباس مؤخرا، فلماذا يقتل (الإسرائيليون) الفلسطينيين الآن، وهم في مسيرات العودة السلمية؟! إنه لا تفسير لهذا العدوان والقتل غير ما أظهره استطلاع الرأي آنف الذكر، والقائل إننا أمام مجتمع مجرم وعنصري، لا يعرف معنى للأخلاق ولا للإنسانية، وإننا أمام مجتمع دولي منحاز للمجتمع الإسرائيلي؟!
يصفون في أميركا والغرب المجتمع السعودي مثلا والدين الإسلامي بأنه مصدر للإرهاب في العالم، ويطالبون بتغيير عقيدة المجتمع وثقافته، مع العلم أن الدين الإسلامي والمجتمعات الإسلامية بريئة من هذه التهمة، لأن الأغلبية فيها ترفض قتل المدنيين، حتى ولو كانوا يهودا، بينما الأغلبية في المجتمع الإسرائيلي تؤيد قتل المتظاهرين المدنيين؟! العنف والإرهاب في العالم أساسه صهيوني إسرائيلي، والمجتمع الإسرائيلي مجتمع مجرم.