فلسطين أون لاين

دول عربيّة تحتفل بقيام (إسرائيل)؟!

بعد إعلان ترامب عن القدس عاصمة موحدة لـ(إسرائيل). وبعد قراره بنقل سفارة بلادة إلى القدس في ذكرى النكبة. بعد هذا يشارك متسابقون من دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين في ماراثون رياضي إسرائيلي في مدينة القدس المحتلة؟! أي في ذكرى قيام دولة (إسرائيل) على أرض فلسطين المحتلة في عام ١٩٤٨م، وفي ذكرى النكبة عند الفلسطينيين، والشعوب العربية؟!

هل هذه المشاركة تعني أن الدولتين جاهزتان للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟! وهل الدولتان اعترفتا بحق (إسرائيل) في الوجود على الأرض الفلسطينية من غير إعلان؟! ما الذي ستجنيه البحرين والإمارات من المشاركة في ماراثون رياضي إسرائيلي في القدس في ذكرى قيام دولة الاحتلال؟! ما الذي ستحققه الدولتان من هذا في وقت تنشط فيه حركة عالمية لمقاطعة (إسرائيل)؟! لقد توجّهت (حركة مقاطعة إسرائيل) مرارًا إلى القائمين على الماراثون في الدولتين مطالبة إياهما بإلغاء مشاركتهما على اعتبار أن المارثون برنامج يُضفي شرعية على دولة الاحتلال، ولكن دون جدوى؟!

حين تأخذ الإمارات والبحرين قرار المشاركة في مارثون إسرائيلي في القدس، فهذا يعني أن العلاقات الثنائية بين دولة الاحتلال وهاتين الدولتين قد تجاوزت الاعتراف، وتجاوزت قرارات الجامعة العربية، وتجاوزت المبادرة العربية للسلام والتطبيع، وبدأ التطبيع قبل السلام!! وهناك من يقول: إن ما خفي أعظم، وأن العلاقات السرية موجودة قبل ترامب؟! وهذا يعني أن الأنظمة العربية الخليجية خدعت الشعب الفلسطيني، أو أن الفلسطينيين كانوا مغفلين؟!

ومن هذا الباب نجد أن اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي حامل لواء التطبيع مع ( إسرائيل) يدافع عن دولة الاحتلال في برنامج "نقطة حوار" على فضائية "بي بي سي"، قائلًا: إن "الفلسطينيين ليسوا سعوديين؟!، وإن المنطق هو دفاع المملكة عن نفسها أولًا، قبل أن تحمي غيرها من الدول. قائلًا: إنه لو حرق بيتك، وبيت جارك، فمن الطبيعي أن تسارع أولًا إلى إطفاء بيتك؟!. يقصد التفرّغ لإيران، وقال: إن (إسرائيل) عدو مظنون، ولكنها لم تعتد في تاريخنا ولا مرة واحدة على المملكة؟!

) إسرائيل) بحسب عشقي عدو مظنون، وإيران عدو مؤكد يقينًا، والفلسطينيون ليسوا سعوديين لكي تدافع عنهم المملكة؟! وبمنطق بيتك أولى لك من بيت جارك، يحاول عشقي أن يقنع نفسه والسعوديين بالتطبيع مع (إسرائيل)، ومن ثم ترك الفلسطينيين وشأنهم، (فإسرائيل) لم تعتد يومًا على المملكة؟! واعتداؤها على فلسطين والأردن وسوريا ولبنان لا يعنيه بشيء، وكأن الملك فيصل رحمه الله كان مخطئًا حين قطع البترول عن أميركا والغرب في حرب أكتوبر ١٩٧٣م؟! أو حين تمنّى أن يصلي في المسجد الأقصى محررًا قبل وفاته.

عشقي في كلامه هذا يعلي من شأن القطرية الضيقة، على حساب القومية العربية الواسعة، وعلى حساب الإسلامية الجامعة، ويقدّم العلاقة مع (إسرائيل) على الحقوق الفلسطينية؟! وبحسبه يجب أن تشتعل النار الإسرائيلية في الثوب السعودي، حتى يقول لنا: إن (إسرائيل) دولة معتدية؟! حسبنا الله ونعم الوكيل.