قائمة الموقع

​تسميع القرآن كاملًا على الحدود.. تجربةٌ لم تنحنِ للرصاص

2018-05-06T06:47:15+03:00

حفِظَ القرآن الكريم كاملًا عندما كان في عمر الرابعة عشرة، وبعد عشر سنوات جاءت الفرصة لتسميع القرآن في جلسة واحدة استمرت لنحو تسع ساعات ونصف، ورغم صعوبة هذه التجربة إلا أنها كانت مميزة، خاصة أن المكان الذي تمت فيه له وقع كبير.

الحافظ لكتاب الله "طه سعود" شارك في فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، ولكن على طريقته الخاصة، فلم يتوجه إلى أرض المسيرات فحسب، وإنما أراد أن تكون تلك الأرض شاهدًا له يوم القيامة، تشهد بأنه تلا القرآن الكريم في جلسة واحدة على مقربة من الأرض المحتلة، وتحت تهديد الرصاص المتطاير، إذ تمكن قبل أيام من تسميع القرآن على أرض مخيم العودة شرقي البريج، في إطار مبادرة لأحد المشرفين في منتدى تحفيظ القرآن التابع لدار القرآن الكريم والسنة النبوية في مخيم البريج.

جلسة مختلفة

قال سعود في حديث لـ"فلسطين" إن: "تسميع القرآن بجلسة واحدة يتم بالعادة في المساجد أو في مراكز تحفيظ القرآن، إلا أننا أحببنا أن يكون هذه المرة مختلفًا، خاصة في ظل التفاعل القوي والصدى الكبير لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار".

وأضاف: "مجرد الوجود بالقرب من السياج الفاصل ورؤية الأراضي الفلسطينية المحتلة التي حرمنا منها الاحتلال الإسرائيلي يجعلنا مصممين على استرجاعها، وهذا لن يتم إلا من خلال حفظ القرآن الكريم والعمل به واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وبيّن سعود أنه بعد التوافق مع دار القرآن الكريم والسنة حول الفكرة، تم الإجماع على أن يبدأ تسميع القرآن في إحدى خيام العودة القريبة من السياج الفاصل في المنطقة الوسطى.

وعن تفاصيل جلسة التسميع، أوضح: "انطلقنا بعد صلاة الفجر إلى مخيم العودة، ووصلنا إليه في الساعة السادسة صباحًا تقريبًا، وبدأت بتسميع القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد كلجة".

خلال الساعات التسع، حصل سعود على فترة استراحة لصلاة الظهر وتناول الغداء، ومن ثم استكمل تسميع ما تبقى من القرآن الكريم، لينتهي منه بحدود الساعة الثالثة قبل العصر.

ولفت إلى أن جنود الاحتلال الإسرائيلي كانوا يطلقون النار على المتظاهرين السلميين بينما هو مستمر في التسميع، ولم يكن الرصاص سبباً للتوقف أو التراجع عما عزم على إتمامه من تسميع القرآن كاملاً على مرأى الاحتلال.

وأشار إلى أنه في الساعات الأولى من التسميع، لم يكن يوجد أناس كثر في المنطقة، ولكن قبيل الظهيرة بدأ المواطنون يتوافدون للمكان، وأخذوا يجتمعون حول الخيمة التي يتلو القرآن فيها، للاستماع إلى جلسة التسميع.

"شعور كبير من الهيبة والفخر", هكذا وصف سعود شعوره أثناء التسميع، موضحا: "هذا نابع من قيامي بتسميع القرآن كاملاً في جلسة واحدة بالقرب من السياج الفاصل، ولأن التجربة حدثت ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي سيسجلها التاريخ".

ويؤمن سعود على أن تحرير فلسطين المحتلة لن يتم إلا باتباع وصية رسول الله الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنة رسوله".

اخبار ذات صلة