فلسطين أون لاين

شيلني تا أشيلك

هذا منطق الذين يفهمون معنى التكامل والتعاضد والإحساس بقيمة الإخوة والشراكة في الوطن، فلا يستغني أحدهم عن أهله وربعه وخلانه وإخوانه، لاسيما في أوقات الخطر (أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح)، ولا يشبع وأهله جائعون محاصرون (والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع)، ولا يغدر أصحابه وجيرانه (والله لا يؤمن من لم يأمن جاره بوائقه).


ثم يخرج علينا المصفقون والمطبلون يتحدثون انتصارًا للشرعية والبيت الفلسطيني المنظمة، أي انتصار وشعبك جائع محاصر ولا يسلم من غدرك وعقوباتك؟!


أي شرعية وأنت بيت خرب لا روح فيه ولا شراكة ولا تعاضد، بل أصبحت فيه عبارة "شيلني وأشيلك" تعني الرشوة والتغاضي مقابلها عن الجرائم، وإعانة الظالم على ظلمه وتكثير سواد الفساد والتنسيق الأمني والتنازل والذلة والهوان.


من يبكي على هذا الكرسي المذموم وهذا الزاد المسموم جاهل مخدوع، بل من لم يتعال على هذا المجلس السوء دنيء نفس مريض.


ولهذا نصيحتي ألا نجمل جلسة المقاطعة بانتقادها انتقادات جزئية هنا وهناك، لأن ذلك يعطيها قيمة من حيث لا ندري، وإنما على كل حر سليم الفطرة أن يشغل نفسه بالتعاون مع الكل على البحث عن المخرج من عملية التزوير التي يواجهها الوعي الوطني، وننظف معًا طريقنا إلى الوحدة وأفهامنا مما علق فيها من أوساخ الوهم والدجل والتقديس لأصنام وطقوس وثنية تحيط بمهرجانات ومجالس تسمى "وطنية"، وعلينا أن نبحلق جيدًا في الأرض ونزن الناس بميزان حقيقي واقعي لا موازين الوهم التي صنعتها الأحقاد وزينها العجز وقلة الحيلة.


المطلوب حصان يجر العربة، ميثاق وطني مبني على القيم الأخلاقية والدينية والوطنية، ثم تبنى العربة بناء حرًّا ديموقراطيًّا يتناغم هو وهذا الميزان وهذا الميثاق.


هذا هو الطريق وبهذا نشيل الحمل الثقيل، ولا نقيل ولا نستقيل.