قلنا في مقال سابق في ١/٤/٢٠١٨ وكان بعنوان (الخطاب والمجلس) إنه لا جديد في خطاب الرئيس عباس في الجلسة الافتتاحية، وقلنا ربما يكون الجديد في العرض التاريخي الذي لا نعرف هدفه، وفي تشكيل اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي لاحقا.
الفقرة التاريخية الجيدة اعتذر عنها عباس حين اتهمته (إسرائيل) بمعاداة السامية، وأما تشكيل اللجنة التنفيذية، والمجلس المركزي، فقد تم وفق الرؤية التي يريدها محمود عباس، وبهذا جدد عباس قبضته المحكمة على القرار الفلسطيني داخل مؤسسات المنظمة، وتمكن الزعنون من البقاء في رئاسة المجلس، حيث رفض وضع رئاسة المجلس على أجندة الاجتماع؟! (ملاكي عباس الزعنون).
إنه لا جديد في البيان الختامي للمجلس على المستويات كافة، وبالذات على المستوى السياسي، حيث لم يخرج المجلس بقرارات محددة وملزمة، ففي مسألة تجميد الاعتراف (بإسرائيل) فهو لم يطلب التجميد في توقيت محدد، وإنما فوض الرئيس واللجنة التنفيذية القيام بذلك، وهو تفويض لذر الرماد في العيون، لأنه لن يأتي؟!
وفي مسألة التنسيق الأمني مع الاحتلال، أكد المجلس على أهمية قرارات المجلس المركزي بهذا الشأن، وهو تأكيد لا قيمة له، في وقت يعد فيه عباس التنسيق مقدّسًا، ولو كان المجلس معنيًا بإصابة الهدف لألزم عباس بلغة صريحة بوقف التنسيق الأمني، وبقرار واضح. المجلس لا يستطيع إلزام عباس، وعباس لا يستطيع مخالفة إسرائيل بوقف التنسيق الأمني؟! عباس يقول كيف سنحصل على المال إذا أوقفنا التنسيق الأمني؟! المال مقابل الأمن؟!
وفي مسألة تفويض المجلس الوطني صلاحياته للمجلس المركزي، فهي مسألة مكررة، وربما تعني عند بعض المحللين عدم حاجة الفلسطينيين إلى المجلس الوطني، أو عدم حاجتهم إلى هذا العدد الضخم من الأعضاء الذين يلتقون معا كل عشرين عاما أو أكثر؟! في الوقت الذي يزعمون فيه أن المجلس الوطني هو أعلى سلطة في النظام السياسي الفلسطيني؟! هو أعلى سلطة نظريا ولا ينعقد إلا كل عشرين عاما؟!
وفي مسألة العقوبات على غزة سمعنا كلمتين أو أكثر لبعض المتحدثين في المجلس الوطني يطلبون بصفة فردية رفع العقوبات عن غزة، ولكننا لم نجد لهاتين الكلمتين تجسيدا واضحا بقرار في البيان الختامي، وهذا يعني أن المجلس إما موافق على عقوبات عباس، وإما أنه يخاف عباس ولا يجرؤ على مخالفته؟! وكل ما قيل في البيان عن غزة كان كلاما إنشائيا لا يغني ولا يسمن من جوع؟! ولست أدري مدى صدق الجبهة الديمقراطية التي قالت إن تلاعبا حدث في البيان الختامي، في الفقرة الخاصة بغزة؟!