لا تزال الصحفيات الفلسطينيات يعِشن ظروفًا صعبة ويحاولن على الرغم منها إثبات أنفسهن والتغلب عليها بشتى الطرق، فهنّ يواجهن الكثير من المعيقات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، وأحيانًا السلطة في الضفة الغربية.
ولا تزال الكثير من الصحافيات يحاولن انتزاع حقوقهنّ الصحفية من بين براثن الاحتلال، والسلطة.
غالية حمد صحفية، تعمل مراسلة لقناة الجزيرة مباشر من قطاع غزة، أوضحت أن العمل الصحفي عمل فيه شقاء للمرأة، ولكن وجودها فيه مهمّ لتعطي للصورة والخبر اللمسة الأنثوية، لمسة الأم والمعالجة من منظور إنساني للأحداث.
وقالت لصحيفة "فلسطين": إن "المرأة العاملة في مجال الصحافة تواجه العديد من التحديات أولها: الضغط على مشاعرها كل صباح مرة لكي تترك أطفالها ومرة أخرى لكي تذهب إلى نقاط التماس والأماكن الخطيرة بلا خوف ولا تردد".
وأضافت حمد: إن "طول ساعات العمل تضطر الصحفية للسيطرة على المشاعر التي ميّز الله الأنثى بها، فلا مجال للخوف ولا الحزن ولا التراجع والتردد طالما أن الصحفية تطمح لتحقيق ذاتها في هذا المجال".
وبينت أنها كصحفية تطمح لأن تكون صوتَ مَن لا صوت لهم: النساء، والأطفال، والعجزة، وغيرهم.
وشددت حمد على أن الصحفيات بحاجة لتوفير معدات سلامة كاملة لهنّ، ولأن تتوحد لأجلهن المؤسسات لرفع كفاءتهن وتحديث معلوماتهن بشأن السلامة المهنية والإسعافات الأولية، كي لا يتحولن من ناقلات للحدث إلى حدث بحدِّ ذاته.
الاحتلال والسلطة
أما شذى حماد من رام الله صحفية حرة تعمل حاليًّا في شبكة قدس الإخبارية، ومنذ 2011م كانت تعمل على تغطية الأحداث في رام الله، والقدس، المحتلتين، وغيرهما من مدن الضفة الغربية.
وقالت لصحيفة "فلسطين": إن "عمل الفتاة في مجال الصحافة يجعلها تواجه الكثير من العراقيل، ولكن يبقى الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الأكبر من خلال ممارساته القمعية تجاه الصحفيين والصحفيات على حدٍّ سواء".
وأضافت حماد: "خلال فترة عملي في مجال الصحافة تعرضت لعرقلة من قبل قوات الاحتلال خاصة على الحواجز بين المدن الفلسطينية، إضافة إلى احتجازي لساعات طويلة وعدم تمكيني من تغطية أحداث مهمة".
وأردفت: "لم تقتصر ممارسات الاحتلال على ذلك بل تمت مصادرة كاميرا كانت بحوزتي واجباري على مسح الصور التي تم التقاطها للسماح بعبور الحاجز الذي تم إيقافي عليه"، لافتة إلى أنه في إحدى المرات تم استخدامها كدرع بشرية وأحيانًا أخرى تم إرسال رسائل تهديد مباشرة ومبطنة لها تدعوها للتوقف عن العمل الصحفي.
ونبهت حماد إلى أنه بجوار ممارسات الاحتلال تبقى هناك ممارسات السلطة في الضفة والتي تعمل على "شرعنة ما تقوم به من ممارسات قمعية بحق الصحفيين والصحفيات من خلال سن قانون الجرائم الإلكترونية".
وأكدت أن هذا القانون جاء لوضع مزيد من القيود أمام الصحفي في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف والمواقع الإلكترونية وذلك من أجل تقييده ومنعه من التعبير عن رأيه بحرية.
رسالة يجب تأديتها
من جانبها، أوضحت الصحفية فاطمة عبد الله وهي إحدى فريق الماجدات الذي تم تشكيله من عدد من الصحفيات لمتابعة أحداث مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية منذ 30 مارس الماضي أن معظم الصحفيات بدأن العمل بالإمكانات المتوافرة.
وقالت لصحيفة "فلسطين": "متابعة الصحفيات لأحداث مسيرة العودة لم تكن سهلة بتاتًا نظرًا؛ لأن المكان كان قريبًا من السياج الفاصل".
وأضافت عبد الله: "رغم قلة الإمكانات المادية التي كانت يمكن أن تقف عائقًا أمام نقل الحدث، إلا أنه لا شيء منعني أو منع الصحفيات من الوصول للمكان"، مؤكدةً أن الحدث يتطلب منهن إصرارًا وعزيمة على ضرورة التواجد والتغطية.
وبينت أن الكثير من الفعاليات تقام يوميًا ولا بد أن تظهر الصورة بأبهى حلة، رغم أن الأدوات التي استخدمتها كانت عبارة عن كاميرا جوال حديث، "ترايبود" وانترنت.
ورغم كافة المعيقات التي عبرت عنها الصحفيات إلا أنهن لا يزلن يحاولن إيصال رسالتهن الصحفية إلى العالم وإسماع الصوت الفلسطيني.