فلسطين أون لاين

خطة العدو في محاربة المسيرات

قد تبدو دولة الاحتلال مرتبكة في التعامل مع مسيرات العودة الكبرى، بسبب كثرة الأعداد المشاركة في هذه المسيرات. خمس جمع مرّت والجماهير من كافة الأعمار، ومن الجنسين تحتشد قرب الحدود الزائلة لتؤكد للمجتمع الدولي أنها من حقها أن تعود إلى ديارها وأراضيها التي احتلتها العصابات الصهيونية في عام ١٩٤٨م.


إن المراقب للخطوات الصهيونية لمواجهة مسيرات العودة وإفشالها يمكن أن يستنبط خطوات العدو وخططه. ربما كانت الخطوة الأولى له تتمثل في نشر القناصة، وتزويدهم بتعليمات تعظم من خسائر الجماهير الفلسطينية قتلًا وجرحًا، باعتبار أن القتل والجراح ستردع الشباب والأهالي عن مواصلة الطريق، ومن ثم تحميل الفصائل المسئولية لدفعها إلى التراجع.


لم تنجح خطة تعظيم القتل والجراح في تحقيق أهدافها الصهيونية، بل زادت الأعداد المشاركة في المسيرات أسبوعًا بعد آخر لتبلغ الذروة في النصف من مايو القادم، وهنا وأمام هذا الواقع المربك قررت دولة العدو عدة خطوات إضافية، منها: ضرب أهداف لحماس في عمق قطاع غزة بالطائرات في محاولة من جيش العدو إلى عسكرة الصراع واستجلاب صواريخ حماس، وإنهاء المسيرات السلميّة، وإخافة الجماهير من الاحتشاد عند السلك الزائل، لذا يلزم الفصائل أن تحسن قراءة خطوة العدو، والتعامل معها بشكل مناسب يحفظ للمسيرات السلمية زخمها.


ومن الخطوات الصهيونية الأخرى الاستعانة بالسلطة الفلسطينية، وبعض الدول العربية، للضغط على الهيئة الوطنية للمسيرات لإيقاف أنشطتها قرب الحدود الزائلة، ومن هنا يمكن تفسير كلام خطيب محمود عباس الجمعة الفائتة، وأثناء حضوره حين وصف المسيرات بأنها (مقامرة ؟!) ووصف قادة المسيرات (بالمسرفين ؟!) وطالب الجماهير بعدم إطاعتهم، وإلقاء أنفسهم إلى (التهلكة ؟!). وهي الكلمات نفسها التي أفتى بها الشيخ اليهودي أفيخاي أدرعي؟


السلطة تهاجم المسيرات، وتمنع فتح من المشاركة فيها، وتمنع انتقالها إلى الضفة، ولا تحسن في تغطيتها إعلاميًّا، ولا تتقدم إلى المحاكم الدولية لتجريم الاحتلال وإسرافه في قتل المتظاهرين؟! أي أن السلطة تخلت عن دورها الوطني في هذه المسألة استجابة للضغوط الإسرائيلية من ناحية وكراهة بحماس والمقاومة من ناحية ثانية.


وفي الختام نجمل خطوات دولة الاحتلال في نقاط هي:
١- القتل وتعظيم الخسائر البشرية، ٢- عسكرة الأحداث بضرب مواقع لحماس، ٣- الاستعانة بالسلطة لمهاجمة المسيرات، ووقف تزويد المستشفيات باللوازم الطبية، ٤- الاستعانة بالأنظمة العربية للضغط على حماس، ٥- توظيف الإعلام الإسرائيلي والعربي ضد المسيرات، ٦- كبح الأصوات الإسرائيلية والغربية التي تطالب برفع الحصار وفتح باب من الأمل لسكان غزة المحاصرة، ٧- التهديد المستمر بالحرب وإعلان جاهزية الجيش للقتال.

إن قراءة استراتيجية العدو جيدًا يمكن أن تحسن من أداء المسيرات لإحباط هذه الاستراتيجية.