تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة بكل السبل والوسائل على مقبرة الرحمة الملاصقة للجهة الشرقية لسور المسجد الأقصى المبارك، بهدف بناء مشاريع استيطانية ذات طابع تهويد فوق قبورها التاريخية.
ومقبرة الرحمة، أشهر المقابر الإسلامية في القدس، وتبلغ مساحتها حوالي 23 دونما، وتحوي العديد من قبور الصحابة وأبرزهم عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، وقبور مجاهدين اشتركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمري والأيوبي.
وحذر رئيس أكاديمية القرآن في المسجد الأقصى، د. ناجح بكيرات، من نتائج كارثية ستطال المسجد الأقصى في حال سيطرت سلطات الاحتلال على مقبرة الرحمة التي تعتبر من الدروع الواقية للمسجد الأقصى.
وأوضح بكيرات لصحيفة "فلسطين" أن أطماع الجماعات الاستيطانية في مقبرة الرحمة تهدف إلى السيطرة على المنطقة الشرقية الفارغة في المسجد، وفتح باب الرحمة المغلق وبناء كنيس يهودي وبالتالي تكون المقبرة ممرا لهذا الكنيس.
وأشار إلى أن محاولات الاحتلال نبش قبور المقبرة خلال الآونة الأخيرة هدفها إقامة مشاريع تهويدية مثل: مشروع التلفريك الهوائي ووضع أعمدة في المقبرة والاعتداء على رفات الموتى أو من خلال فتح ممرات فيها وصولا لحائط البراق.
ووصف الأهداف الاستيطانية في مقبرة الرحمة، بأنها أهداف خبيثة ولها صبغة تلمودية ويتم تغليفها بمشاريع سياحية استثمارية.
كما حذر الخبير في شؤون القدس جمال عمرو، من مغبة إقدام المؤسسة الاسرائيلية في القدس على السيطرة الكاملة على مقبرة الرحمة، معتبرا هذا الاجراء بمثابة الضربة القاضية للمسجد الأقصى.
وأوضح عمرو لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تحاول اقامة كنيس يهودي في المنطقة الشرقية الفارغة من المسجد والممنوع استغلالها من قبل الأوقاف الإسلامية في القدس، عوضا عن إغلاق مبنى الرحمة واستصدار أمر قضائي بهذا الشأن.
وبين عمرو أن سلطات الاحتلال تحاصر ساحات الأقصى بالحدائق التلمودية التي بدأت من منطقة القصور الأموية الملاصقة للمسجد من الجهة الجنوبية والقريبة من أساسات المسجد القديم والأبواب التاريخية مثل الباب الثلاثي والمفرد والمزدوج.
بدوره، أكد رئيس لجنة اعمار المسجد الأقصى م. بسام الحلاق، أن سلطات الاحتلال تستخدم سياسة المنع فيما يتعلق بإعمار المسجد الاقصى في المنطقة الواقعة داخل سور المسجد الاقصى بمساحة 144 دونما، فيما يتبع سياسة المسموح للمستوطنين بتهويد وتدنيس الأقصى وباحاته.
ورأى الحلاق في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن محاولات الاحتلال والمستوطنين نبش القبور في مقبرة الرحمة ليس الا خطوة من خطوات متقدمة لتهويد المنطقة بأكملها.
ونوه إلى أن سلطات الاحتلال تمنع الأوقاف الإسلامية من إدخال كيس من الاسمنت أو اية مواد لترميم أجزاء من المسجد أو الساحات فيه حتى الاضاءة وخطوط المياه يتم التحكم فيها.