كشفت تحقيقات الداخلية في غزة في موضوع استهداف مؤخرة موكب رامي الحمد الله أثناء زيارته الأخيرة لغزة عن حقيقة مجموعات التطرف والتشدد التي تلبس لباس الدين الإسلامي. الحقيقة التي توصلت لها التحقيقات تؤكد ما قيل عن نشأة داعش في سوريا والعراق، سواء في مقالات عربية أو غربية.
هذه الحقيقة تقول: حيثما كان التطرف والتشدد، وحيثما استهدف المتشددون الأجانبَ أو المسلمين، واستسهلوا القتل وسفك الدماء، فإن وراءهم جهاز مخابرات يوجههم ويمولهم ويحدد لهم الأهداف لتحقيق مجموعة من الأهداف الخبيثة، التي يعمل لها الجهاز بالتعاون مع السلطان الحاكم، ومع (إسرائيل)، ومن هذه الأهداف:
١- محاربة الصحوة الإسلامية، وبث كراهية الإسلام في نفوس النشء، من خلال كراهية المتشددين، وكراهية أعمالهم، وذلك بضرب المعتدلين بالمتشددين.
٢- محاربة الجماعات الإسلامية المعتدلة والموزونة التي تدعو إلى العودة للإسلام كما فهمه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا تجد هناك حربا شعواء على حماس والإخوان المسلمين، مع أن هناك إجماعا تاريخيا وعلميا على اعتدال الجماعة، والتخويف من الإرهاب، وتوسيع تجارة السلاح.
٣- منع التيارات الإسلامية المعتدلة من الوصول إلى الحكم، سواء عن طريق الثورات الشعبية، أو عن طريق الديمقراطية وصندوق الانتخابات، وتفجير الحاضنة الشعبية التي تحتضنهم حيثما وجدوا.
٤- تكريس سيطرة الحاكم واستبداده، وقطع الطريق على دعوات الحرية والديمقراطية، وتداول السلطة، وتعزيز سلطات الجيش والعسكر، بحجة أنه الوحيد القادر على توفير الأمن، ومن ثمة تعميق التبعية للغرب وأميركا.
٥- تبرير التطبيع مع (إسرائيل)، والانصراف عن نصرة المقاومة الفلسطينية، وتقديس التنسيق الأمني مع (إسرائيل)، وتبادل المعلومات الاستخبارية، بحجة مكافحة الإرهاب، وخلق أعداء داخليين للأنظمة العربية، لذا، فإنك لا تجد وجودا للجماعات المتشددة إلا في الوطن العربي.
إن اعتقاد الحكام العرب بأن الإخوان مثلا هم أخطر من (إسرائيل)، هو الذي دفع أجهزة مخابراتهم لصناعة داعش، والجماعات المتشددة في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن، واتخاذها ستارا لضرب الإسلام والجماعات المعتدلة ذات التوجهات السياسية الوطنية، ومن ثمة لا نستغرب أن يلجأ جهاز مخابرات محمود عباس في الضفة لتمويل وتوجيه جماعات متشددة عميلة له لضرب الاستقرار في غزة، وضرب المصالحة، وضرب حماس والمقاومة أيضا، وتبرير عقوبات عباس ضد سكان غزة، ولا نستبعد اختراق (الموساد) لجهاز المخابرات بشكل أو آخر لتحقيق الأهداف آنفة الذكر. غزة في اعتقادي خالية من داعش، ومن التشدد، بعد أن استقر فيها الاعتدال والتسامح منذ عقود خلت، واتجه الشباب لمقاومة الاحتلال.
إنه حين توجد جماعة متشددة ومتطرفة، تعمل باسم الإسلام في داخل الساحات العربية الداخلية، وتقتل مدنيين أبرياء، فهي جماعة عميلة للمخابرات العربية نفسها، ومخترقة من الموساد الإسرائيلي لتحقيق الأهداف آنفة الذكر؟!