فلسطين أون لاين

​بسبب تأخر دفع الرسوم

في نهاية العام الدراسي.. أطفالٌ مهددون بـ"الطرد"

...
غزة - نسمة حمتو

تمرّ الكثير من العائلات في قطاع غزة بظروف مادية صعبة للغاية، وهو ما أثر على كافة مناحي حياتهم، ومن ذلك ما يتعلق بدراسة صغارهم، إذ قال عدد من أولياء الأمور: إن المدارس الخاصة ورياض الأطفال الذي يدرس فيها أبناؤهم، طردت الأطفال بسبب التأخر في دفع الرسوم.

بسبب الأزمة

إيمان عبد الواحد (32 عامًا) وهي أم لطفلين الأول في الصف الثاني الابتدائي، والآخر في الصف الأول، ونظراً لأنها وزوجها كانا يتقاضيان راتبًا جيدًا من السلطة الفلسطينية في رام الله، حرصا على أن يدرس ابنيهما في بيئة مميزة، فاختارا مدرسة خاصة ليدرس فيها الطفلان، وبعد أزمة الرواتب، حدث ما لم يكن بالحسبان، إذ لم يعد الأبوان قادرين على توفير رسوم المدرسة.

قالت لـ"فلسطين" عن معاناتها: "قبل أيام، تلقيت إنذارًا من المدرسة التي يدرس فيها ابناي، مفاده أنه إذا لم يتم دفع الرسوم الدراسية فسيتم طردهما من المدرسة، لم أشعر بقلق كبير حينها وظننت أنه مجرد تهديد فقط، ولكن بعد يومين فوجِئت بعودة الطفلان للمنزل بعد أن طردتهما مديرة المدرسة".

وأضافت: "لم ندفع رسوم الفصل الدراسي الثاني بسبب أزمة الرواتب، ولا أعرف ما ذنب هذين الطفلين حتى لا يكملا تعليمهما، الفصل أوشك على الانتهاء، ولا يمكن نقلهما الآن إلى مدرسة أخرى".

نعيش أيامًا صعبة

وتعاني أيضًا فايزة محيسن (36 عامًا) من عدم القدرة على توفير رسوم الروضة التي يدرس فيها ابنتها في الشهرين الأخيرين، كون زوجها عاطل عن العمل، وهو ما دفع إدارة الروضة لمنع الطفلة من دخول الروضة إلّا بعد دفع المبلغ المطلوب كاملاً.

قالت لـ"فلسطين": "الظروف التي نعيشها صعبة للغاية، لدي ثمانية أبناء يحتاجون إلى كثير من المتطلبات، حتى الطعام بالكاد نوفره لهم، ولا يعقل أن تُحرم الطفلة من إكمال دراستها بسبب عدم دفع الرسوم".

ولم تسلم من هذه المشكلة "إيناس الغلبان"، فقد فوجئت بعودة ابنها من الروضة بسبب عدم دفعها مبلغ 50 شيكل فقط من رسومه، وقالت: "هذا المبلغ صغير، ونحن نعيش أيامًا صعبة، لماذا لا تُراعي رياض الأطفال الظروف المادية الصعبة التي يعيشها الأهالي؟!، سيُحرم ابني هذا العام من الحصول على شهادة الروضة بسبب الرسوم، رغم أنه متفوق جداً".

حق المدارس

مديرة مدرسة "الوحدة" الخاصة آمال الافرنجي، قالت لـ"فلسطين": "أصحاب المدراس الخاصة لا يستطيعون فعل شيء أمام الالتزامات المالية المفروضة عليهم، الآن جميع الأهالي يمرون بظروف صعبة للغاية".

وأضافت: "لموظفي المدرسة حقوق مالية يجب الوفاء بهاء، كذلك أصحاب الحافلات المخصصة لنقل الطلبة يطالبون بشكل يومي بمستحقاتهم، ولا تستطيع المدرسة التأخر في الدفع لهم، لأنهم بحاجة لثمن السولار الذي يحتاجوه لاستمرار العمل، بالإضافة إلى التزامات الكهرباء والمياه والمولدات والمصاريف التشغيلية، من سيدفعها؟!".

وتابعت: "لذا، من حق المدارس أن تطالب الأهالي بدفع الرسوم، ومن حق المعلمين أن يتقاضوا رواتبهم"، لافتة إلى أن بعض أولياء الأمور عليهم "شيكات مرجعة" من العام الماضي.

وأشارت الافرنجي إلى أن إدارة المدرسة تحدّثت في بداية العام الدراسي الحالي مع أولياء الأمور عن ضرورة دفع الرسوم، واقترحت عليهم أن ينقلوا أبناءهم إلى مدارس أخرى إن كانوا غير قادرين على الالتزام بدفع الرسوم، مبينة: "بعض الأهالي تفهموا الأمر، ولكن الكثير منهم أصروا على بقاء أبنائهم في المدرسة، ولم يفوا بالتزاماتهم".

حرمان الأطفال

من جانبها، قالت مديرة روضة "يا هلا" رويدة كساب: "نهتم بألا يتأثر الأطفال بالواقع الصعب الذي نعيشه في القطاع، فالأطفال غير مدركين للظروف المادية لأهلهم".

وأضافت لـ"فلسطين": "سمحنا بدفع الرسوم بالتقسيط، حتى لا يتم حرمان الطفل من المشاركة في الاحتفالات النهائية والحصول على شهادة في نهاية العام".

وتابعت: "تأخر بعض أولياء الأمور في رسوم أبنائهم يؤدي إلى تأخر صرف رواتب الموظفين ورسوم الحافلات، إلا أننا لا نستطيع فعل شيء آخر أمام الأزمة التي يمر فيها القطاع بأكمله".