قائمة الموقع

​محمد الحلبي.. ارتدى ألوان العلم ليحقّق الوحدة في صورة

2018-04-30T06:26:09+03:00

منذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في الثلاثين من شهر آذار الماضي، وحتى يومنا هذا، ومحمد الحلبي (31 عاما)، من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، يشارك في المسيرات السلمية التي انطلقت نحو الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ويفعل ذلك مرتديًا ملابس تحمل رسالة الوحدة.

ألوان العَلَم

ورغم أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال لا يزالون في حاجة لرعاية والدهم، إلا أنه يصر على المشاركة في كل يوم جمعة، ليس هو فقط بل معه أشقاؤه الأربعة الذين -كما الحلبي- يعدّون المشاركة واجبًا وطنيًا على كل فلسطيني يعيش في الوطن أو في مخيمات اللاجئين أو حتى في الشتات.

وعن سبب مشاركته، قال: "أجدادنا وآباؤنا هجروا من بلادنا عنوة عام 1948، ونحن جئنا هنا للمطالبة بحقهم وحقنا في أرضهم التي كفل لنا العودة إليها (حق العودة) وكافة الشرائع والمواثيق الدولية"، مضيفا: "القيادة السياسية جرّبت طريق المفاوضات ولم تخرج بنتيجة طيلة السنوات الماضية".

وعن رسالته التي يحاول توجيهها إلى العالم من خلال مشاركته في هذا الحراك والهبة الجماهيرية الكبيرة، تابع: "أريد أن يشارك في هذه المسيرات الكل الفلسطيني بكل أطيافه السياسية والتنظيمية، فهي ما قامت إلا من أجل نيل حريتنا وإرجاع حقوقنا المسلوبة".

الحلبي اعتاد في كل جمعة أن يشارك مرتديا قميصا بلون واحد، وفوقه الكوفية، ينشر صورته بهذا الزي عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ويترك إشارة بجوارها توحي بأن هذا الزي من خلفه رسالة ضمنية.

"فلسطين" سألت الحلبي عن معنى هذا التلميح، فقال: "في يوم الجمعة الأولى ارتديت قميصاً أسود اللون، وفي يوم الجمعة الثانية ارتديت اللون الأخضر، وفي الجمعة الثالثة ارتديت اللون الأبيض، أما في الجمعة الرابعة فقد ارتديت اللون الأحمر".

وأضاف: "اخترت أن أشارك مرتديا في كل مرة لونًا من ألوان علم فلسطين، ليكتمل مشهد العلم الذي افتخر به"، مشيراً إلى رغبته في أن يجمع صوره بتلك الألوان ليوحدها في صورة واحدة، على أمل أن يكون في جمع العلم الفلسطيني فاتحة لجمع الشمل الفلسطيني والتنظيمات الفلسطينية، على حد قوله.

وفي معرض رده على سؤال فلسطين: "ألا ينتابك الخوف من قناصة الاحتلال المنتشرين على طول الحدود الفاصلة؟"، أجاب: "ينتابني الخوف وأنا هنا محاصر في غزة ولم تنعم عيني برؤية بلدي يافا التي هُجر أهلي منها، لكن لا أخاف من المشاركة في تلك المسيرات، وسأستمر بها حتى يشاهد العالم هذا المحتل وهو يقتل المشاركين في المسيرات السلمية ويتمادى في إجرامه تجاه المدنيين الذين يطالبون بحقوقهم وأوطانهم المسلوبة، فيعمل على تجريمه ويطلب منه الكف عن ممارسة الانتهاكات ضد المدنيين".

العودة قريبة

ورأى الحلبي أن على جميع الفلسطينيين المشاركة في مسيرات العودة الكبرى السلمية للتعبير عن حقهم في الحياة في قراهم ومدنهم المحتلة، وللتأكيد على أن حياة اللجوء آن لها أن تنتهي، ملفتاً إلى أنه لاحظ تزايد أعداد المشاركين، لا سيما في يوم الجمعة الأخيرة التي كانت تحت اسم "جمعة الشباب الثائر".

وقال: "في الجمعة الأخيرة كان المشهد مختلفًا عن الأيام السابقة، وكأنه يوم الحشر، أعداء الشباب والشابات والأطفال والكبار والنساء كانت في ازدياد، حتى أنه حضر أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في المسيرات التي لا تزال تؤكد على سلميتها".

وتابع: "خروج هذه الفئات يُشعرنا نحن الشباب بالحماس، إنهم يشعلون فينا روح التضحية والفداء في سبيل إرجاع حقنا المغتصب من قبل الاحتلال الإسرائيلي"، مجدداً تأكيده على عدم قبول أي تنازل عن أرض فلسطين: "نحن وآباؤنا وأجدادنا وأطفالنا ونساؤنا لن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين، كل فلسطين".

وأوضح: "كما أن حضور الأطفال مع عائلاتهم كبير، غمرت عيوني دموع الفرح عندما رأيت، وعلى إثرها حدثت نفسي بأن هؤلاء المشاركين لم يأتوا إلى الحدود إلا بشيء واحد وهو حق العودة، فأيقنت أن العودة قريبة بإذن الله".

اخبار ذات صلة