يعطي محمود عباس رئيس منظمة التحرير الإشارة ببدء الانفصال الفعلي للضفة عن القضية الفلسطينية وعزل قطاع غزة ، في سياق التطبيق الفعلي لصفقة القرن, التي يدعي رفضها شكلًا ويطبقها فعلًا بعد توسط عدة أطراف إقليمية لصالح تسوية يكون جزءا منها.
المجلس المنعقد اليوم في رام الله يذهب في القضية الفلسطينية بعيدا عن الإجماع الوطني ليحقق الانفصال لقطاع غزة وتسوية تضم الضفة فقط وإنهاء المشاركة الفعلية التاريخية للاجئين في مؤسسات منظمة التحرير واختيار أشخاص لا يعرف عنهم شيئًا.
عباس يصر على تهميش كافة المؤسسات التاريخية وإفراغها من رمزيتها لصالح الحفاظ على ثروته الشخصية.
في مقابل حالة التدمير التي يقوم بها عباس يرسم الشبان على حدود غزة قواعد العودة وإعادة إحياء طرح القضايا الوطنية على الصعيد المحلي والدولي، وطرحها من بوابتها الشرعية على أيدي الشبان بغزة في مقابل العواجيز الذين يجتمعون في رام الله تحت حراب الاحتلال، حيث لا يملك عباس من أمره شيئا.
نحن اليوم في مشهد مأساوي تاريخي في مقر المقاطعة برعاية إسرائيلية.
يرسم الشبان على حدود غزة قواعد المواجهة المقبلة مع الاحتلال في منتصف أيار ويضعون قواعد الاشتباك للمرحلة القادمة دون أن يلتفتوا لما يدور في رام الله.
مرحلة عباس انتهت فعلا وصفقة القرن لم يعد لها مكان بعد أن أفشلتها غزة، والمجلس المنعقد في رام الله لن يمثل سوى الأشخاص المجتمعين وتأثيرهم لن يتجاوز مكانهم.