أكد خبير في شؤون مدينة القدس، أن الاحتلال الاسرائيلي أحكم سيطرته على المسجد الأقصى خلال العام الماضي (2016)، محذراً مما سيحمله العام الجديد (2017) من مخاطر على المسجد.
وقال عضو اللجنة الإسلامية العليا والخبير في شؤون القدس د.جمال عمرو في تصريح لصحيفة "فلسطين"، "مع مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم فإن الوضع في الأقصى والقدس سيزداد تأزماً"، في إشارة إلى وعده بنقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة.
وأضاف عمرو أن عقلية ترامب التي تتشابه مع عقلية وزير جيش الاحلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان "تقودان العالم الآن لمزيد من التطرف" .
وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب مرارًا، خلال حملته الإعلامية، أنه سيقاوم أي محاولة من الأمم المتحدة لفرض إرادتها على (إسرائيل)، وسينقل السفارة الأمريكية إلى القدس حال انتخابه رئيسًا.
إحكام السيطرة
وأشار عمرو إلى أن الاحتلال انتقل لمرحلة جديدة من إحكام السيطرة على المسجد الأقصى خلال العام الماضي , حيث قام المستوطنين بتطبيق كل شعائرهم ورغباتهم داخل المسجد أمام صمت عربي قاتل .
وأضاف: "المسجد الأقصى بمساحته المتمثلة في 144 دونم هو محور الصراع الذي يعده الاحتلال ثلث المشروع الصهيوني إن لم يكن كله, فالاحتلال وضع هدف السيطرة على المسجد الاقصى نصب عينيه ".
وشهد العام المنصرم ارتفاعا غير مسبوقا في حجم الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى والمرابطين في داخله, ضمن مخططات إسرائيلية تسعى لتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا في ظل صمت عربي ودولي تجاه هذه الاعتداءات.
استهداف الأوقاف
وبين الخبير في سؤون القدس:"أن شرطة الاحتلال كانت تتوسل سابقا لوزارة الأوقاف أياما طويلة من أجل السماح لهم بالدخول لساحات المسجد الأقصى أما الآن فإن وزارة الأوقاف تتعرض لإجراءات مشددة للسماح لهم بالدخول وأحيانا يقابلوا بالرفض بعدما أصبح الاحتلال يتحكم في مقاليد المسجد ".
وأوضح عمرو أن الاعتداءات وصلت ذروتها في 2016 حيث قام المستوطنون بالاعتداء على حراس المسجد الأقصى، معتبراً أنه اعتداء غير مسبوق منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
وتابع :"تعرض المسجد الأقصى إلى 13200 اعتداء من المستوطنين إضافة لاقتحام 14600 صهيوني ومتطرف لساحاته لممارسة الشعائر التلمودية من إشهار للزواج والبلوغ وغيرها من الممارسات نهارا وجهارا أمام وسائل الإعلام ومرأى العالم أجمع".
ودلل عمرو على حديثه بأن القرطاسية التي تحتوي بعض الأوراق لأغراض إدارية تحتاجها وزارة الأوقاف بات لا يسمح لها بالدخول إلا بعد موافقة شرطة الاحتلال الاسرائيلي , واصفا ما يجري بالوضع المخزي .
وتجري عمليات الاقتحام عبر باب المغاربة الواقع في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، تحت حراسة ومرافقة عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلية.
ويقتحم المستوطنون ساحات المسجد في فترة الصباح وبعد صلاة الظهر على مدى أيام الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت.
أوضاع المرابطين
وفيما يتعلق بالرباط داخل المسجد الأقصى أوضح عمرو أنه خلال عام 2016 تعرض المرابطين إلى مضايقات مشددة لمنعهم من الدخول للمسجد, ووصل الأمر بالاحتلال لضرب المرابطات والاعتداء عليهن وخلع الحجاب عن رؤوسهن لمنعهن من الاستمرار في الرباط ".
وأكد أنه بعدما تسلم الاحتلال مفتاح باب المغاربة أصبح يتحكم في حركة الدخول والخروج للمسجد الأقصى ووضع العوائق لمنع المرابطين من الدخول لساحات المسجد .
ودعا العالمين العربي والإسلامي بالوقوف وقفة جادة لوقف الانتهاكات التي تجري يوميا داخل المسجد, والعمل على مواجهة المشروع الصهيوني الرامي لإقامة دولة يهودية على الأراضي الفلسطينية .