فلسطين أون لاين

​حلم بالعودة.. فوضع الاحتلال رصاصة في رأسه

الطفل "عويضة".. ترك لأمه طائرة ورقية لتستذكره

...
تشييع جثمان الشهيد الطفل عزام عويضة (تصوير / رمضان الأغا)
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

"سامحتك يا ولدي وأريد منك أن تسامحني.. لقد كسرت ظهري برحيلك"، كلمات نطق بها والد الشهيد الطفل عزام هلال عويضة (14 عاماً) عند وداعه بمستشفى غزة الأوروبي بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال الوالد بصوته الباكي: "قدمت طفلي شهيدا ومستعد لتقديم نفسي وكل عائلتي شهداء من أجل فلسطين والقدس".

وارتقى الطفل عويضة شهيداً بعد ساعات من إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي برأسه، شرق محافظة خان يونس، خلال مشاركته بمسيرة العودة الكبرى، أول من أمس الجمعة.

وأكد والد الشهيد على استمرار كفاح ونضال شعبنا حتى الحصول على حقوقه جميعها، قائلاً: "لا عودة عن حق العودة وسنعود إلى ديارنا شاء من شاء وأبى من أبى، وسنظل نطالب بحقوقنا إلى يوم الدين ولن نتنازل عنها".

وشيع المواطنون جثمان الطفل عويضة وسط حالة من الغضب والحزن، وهتفوا شعارات تؤكد على حق العودة الذي استشهد الطفل "عزام" من أجله.

وتجمعت النسوة ببلدة معن في منزل الشهيد عويضة لمواساة والدته، وهتفن بصوت واحد "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".

أما والدة الشهيد والتي استقبلت خبر استشهاده بالصبر، أوضحت في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن طفلها عزام كان مطيعا لوالديه، حنونا بإخوته.

وقالت: "تناول طعام الغداء معنا، وقال لي قبل ذهابه إلى مخيم العودة شرق خان يونس، أريد الشهادة".

وأوضحت أنها حاولت الاتصال به بعد خروجه من المنزل للاطمئنان عليه، لكن سوء شبكات الاتصال حال دون ذلك، قائلة: "صنع طائرة ورقية -طبق طائر- وعلقه في صالة المنزل وقال لي، عندما أستشهد انظري إليه وتذكريني".

وأعربت عن حزنها الشديد وحسرتها لفقدانه، مشيرة إلى أنه -عزام- طفل صغير لا يشكل خطرا على قوات الاحتلال المدججة بالسلاح على الحدود.

وتساءلت: "ما ذنب طفل بريء ليرحل عن الحياة بالرصاص؟"، مشيرة إلى أن الاحتلال مجرم وقاتل لا يملك أدنى الرحمة يستهدف الأطفال والنساء.

كما أعربت عن فخرها بشهادته، قائلة: "عزام استشهد فداء للأقصى وللمطالبة بحق العودة، وأنا سعيدة بشهادته وأعتز بها".

ولفتت "رغم انشغاله مع والده في ورشة ميكانيكا السيارات، إلا أنه يشارك في مسيرة العودة بشكل دائم ويذهب إلى مخيم العودة شرق خان يونس كل جمعة".

وناشدت الأمة العربية والإسلامية للنظر إلى أحوال الفلسطينيين وخصوصا سكان غزة، ودعمهم في المطالبة بحقوقهم وعدم تركهم وحدهم في مواجهة الاحتلال، قائلة: "نريد الحياة بسلام كباقي دول العالم".

بدورها، صرخت شقيقته الطفلة "ميّادة" أمام وسائل الإعلام "(إسرائيل) كيان غاصب ولا اعتراف بوجودها على أرضنا".

ودعت عويضة شعبنا لمواصلة الكفاح من أجل تحقيق حق العودة واقعا، قائلة: "سنعيد أراضنا رغما عن الاحتلال، وسنبقى صامدين حتى يخرجوا منها".

واستذكرت "حِنّية" عزام ومعاملته معها، قائلة: "عندما يعود من عمله مع والدي كنت أجهز له الطعام، فيدخل علينا بابتسامته التي لن أنساها".

ورحل عويضة تاركاً وراءه طائرة ورقية، كان يتمنى أن تحلق في الأراضي المحتلة عام 1948 كخطوة في طريق العودة إليها، لكن رصاص الاحتلال الذي اخترق رأسه الغض سبق تحقيق أمنيته.