كلما توجع الشاب محمد أبو الجليل (28 عامًا)، نظر إلى قدمه المبتورة موضع الألم، وتذكر لحظة إصابته بقذائف الاحتلال الإسرائيلي التي أطلقها على المدنيين بمخيم جباليا شمال قطاع غزة عام 2008.
منذ إصابته حتى اليوم يعاني الشاب أبو الجليل من أثر الإصابة التي أدت إلى بتر قدمه قبل نحو عام، في أثناء تلقيه العلاج في الأراضي المصرية.
على أمل الحصول على فرصة سفر، جاء أبو الجليل إلى صالة أبو يوسف النجار التي تجهز فيها وزارة الداخلية والأمن الوطني حافلات المسافرين، استعدادا لإرسالها إلى معبر رفح ثم السفر إلى الأراضي المصرية.
أبو الجليل أوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه أصيب في الأول من مارس عام 2008 جراء قصف إسرائيلي على بلدة عزبة عبد ربه شرق مخيم جباليا، شمال قطاع غزة.
وقال وهو يجلس بين المواطنين في الصالة متكئًا على عكازه: "عانيت من الإصابة كثيرًا، ووجدت صعوبة بالغة في السفر لتلقي العلاج المناسب"، مشيرًا إلى أنه تمكن من السفر إلى مصر قبل نحو عام بعد أن طرأت مضاعفات على إصابته.
وذكر أبو الجليل أن الطبيب الخاص المتابع لحالته في مصر اضطر لإجراء عملية بتر لقدمه من أسفل الركبة لإصابتها بـ"الغرغرينا"، ثم عاد إلى قطاع غزة، مضيفًا: "الطبيب أخبرني أنه علي مراجعته بعد ثلاثة أشهر".
وتابع: "سجلت للسفر من ذلك الحين ولم أتمكن من السفر حتى اليوم"، مضيفًا: "طرأت مضاعفات على إصابتي وشعرت بالألم، فعرضت نفسي على الأطباء في غزة فأخبروني بعد الكشف أن التهابات أصابت الأعصاب ويجب علي مراجعة الطبيب الذي أجرى عملية البتر بأقصى سرعة".
ولفت إلى أن ما يتلقاه من علاج في غزة فقط مسكنات ألم، قائلا: "حالتي تسوء وأنا بحاجة ماسة للسفر من أجل العلاج واستدراك الأمر"، موضحا في الوقت ذاته أن مشافي غزة تعاني الحصار ونقص المواد الطبية والأدوية.
وأعرب عن تخوفه من تلف الجزء العلوي من قدمه في ظل التأخير بتلقي العلاج وعدم المقدرة على السفر، سيما أن معبر رفح مغلق سوى فتحه استثنائيًا لأيام معدودة كل عدة أشهر.
وناشد الأشقاء المصريين النظر إلى معاناة سكان قطاع غزة، وضرورة فتح معبر رفح البري بشكل دائم من أجل تخفيف أزمة السفر، خاصة أن آلاف الحالات الإنسانية بحاجة ماسة للسفر.
وأوضح أنه حاول السفر عبر حاجز بيت حانون (إيرز) دون جدوى، قائلا: "قدمت أوراقي للحصول على عدم ممانعة من الأردن نحو سبع مرات، فكان ردهم هو الرفض".
وأعلنت السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة استثنائياً في كلا الاتجاهين، لسفر الحالات الإنسانية وعودة العالقين لمدة ثلاثة أيام، السبت والأحد والاثنين.
يذكر أن آلاف الحالات الإنسانية من الطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات في الخارج والزوجات العالقات مسجلون في كشوفات السفر في قوائم الانتظار، ينتظرون دورهم في السفر.