فلسطين أون لاين

​لغة ملوثة

"سنعقد المجلس الوطني في 30 إبريل في رام الله، شاء من شاء، وأبى من أبى، وإلي مش عاجبه يشرب من البحر الميت، ومن بحر غزة، بس الجزء الملوث منه". القائل الفذ لهذه العبارة هو القائد الذي لا يشق له غبار عزام بك الأحمد، مرشح الرئيس عباس إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وحامل ملف المصالحة عن حركة فتح؟!.

في استطلاع رأي أجرته وكالة سما حول انعقاد المجلس الوطني في الموعد المذكور، والمكان المذكور، رفض 64% ممن شاركوا في الاستطلاع انعقاد المجلس، وطالبوا بتأجيله، ومن المعلوم أن حماس، والجهاد، والجبهة الشعبية، قد رفضوا المشاركة، ودعوا إلى عقد مجلس توافقي بحسب اتفاق القاهرة 2005م.

هذه المعطيات لا تعني عند عزام الأحمد شيئًا، لذا على الرافضين أن يخرسوا، وأن يشربوا من بحر غزة الملوث، ومن البحر الميت؟! لا تنسوا أن هذا كلام المسئول عن ملف المصالحة في حركة فتح؟! فكيف تكون لغة غيره من أشاوس المقاطعة؟!

لقد استأثرت حركة فتح بالمجلس الوطني، واللجنة التنفيذية، لأكثر من خمسة عقود، وفشلت فشلا ذريعا في إقامة نظام سياسي فلسطيني ديمقراطي، وعاقبها الشعب في انتخابات 2006م، حين انتخب حركة حماس بأغلبية تصل إلى الثلثين تقريبًا. خمسين سنة من الانفراد بقرارات المجلس الوطني لم تضر حماس أو الجهاد، وحازت حماس على الأغلبية.

عزام الأحمد يدرك هذه الحقائق، ومع ذلك فهو يظهر عنترياته الفارغة في وسائل الإعلام، وكأنه يملك فتح بلا منازع؟! بل يملك فلسطين بكاملها؟! ما الذي يمنع عزام من استخدام لغة مهذبة في مواجهة الرافضين لانعقاد المجلس، وهم يمارسون حقهم في الرفض، وهم يشكلون الأغلبية؟! ألا يملك هذا الرجل لغة دبلوماسية بعيدة عن لغة الشوارع، يخاطب بها المعارضين؟!

قبل أيام خاطب سيده المعارضين له بلغة (الصرامي؟!). واليوم يخاطب التابع المعارضين بلغة (المجاري) والبحر الملوث؟! وهكذا.. من الصرامي إلى المجاري.. وحدة وطنية؟!

إن هذه اللغة تحكي قصة فشل على مستوى القيادة، وقصة كراهية للأغلبية والفصائل، وقصة إحساس كبير بالغضب من مقاطعة الأغلبية للمجلس الوطني. الأغلبية تقول لا لمجلس عباس والأحمد الانقسامي؟! ونعم للانتخابات العامة؟! ولا شرعية لأحد إلا من خلال صندوق الانتخاب.