فلسطين أون لاين

كبار السنّ والمخاتير.. لهم في مسيرة العودة "بصمة الرجوع"

...
البريج - نور الدين صالح

يجلس الحاج محمود التلباني (72 عامًا) أمام خيمة العودة المنصوبة قبل أكثر من شهر، قبالة السياج الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، يتابع من كثب ثورة الشباب الغاضب المصممين على العودة للديار المحتلة عام 1948.

يُحدق التلباني بنظره نحو الأراضي المحتلة، حيث يتمركز فيها جنود الاحتلال وينصبون قناصتهم على سواتر رملية، وعيونه ترنو لرؤيتها والشوق يراوده لدخولها وهي محررة.

رغم كِبر سنه، إلا أنه لم يفقد الأمل ولا يزال يتشبث بحقه في العودة لبلدته الأصلية "بئر السبع" التي هُجر منها آباؤه على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948.

ويحكي التلباني لصحيفة "فلسطين"، أنه يشارك في مسيرة العودة السلمية في كل جمعة منذ انطلاقتها؛ تمسكًا بحقه في العودة.

ويصطحب السبعيني معه عائلته وأحفاده إلى المسيرة، كي يُرسخ في أذهانهم حق الشعب الفلسطيني في أرضه التي احتلتها (إسرائيل) منذ 70 عامًا، وأملًا بالعودة لها قريبًا.

ويضيف: "مشاهد هؤلاء الشبان تشرح قلوبنا وصدورنا، خاصة أنهم يفعلون ما لم نستطِع فعله قبل سنوات طويلة (...) حقًا إنهم يرفعون رؤوس الشعب الفلسطيني بأكمله".

ويرى في خيام العودة "خطوة مهمة" على طريق الوصول إلى الأراضي المحتلة، "هذه المسيرة عمل فعلي على أرض الواقع نحو تحرير فلسطين كاملة"، وفق قوله.

ويأمل أن يعود إلى الأراضي المحتلة حتى منتصف شهر أيار/ مايو القادم، وفق ما أُعلن أنه سيكون ذروة مسيرة العودة الكبرى السلمية، "إن شاء الله نكون راجعين لبلادنا".

لم يكن التلباني الوحيد في المسيرات، حيث كان لافتًا الحضور الكبير لكبار السنّ والمخاتير ومشاركتهم في مسيرة العودة.

على الجانب الآخر يحاول الحاج أبو بكر محمد (65 عامًا) الابتعاد عن خيام العودة والوصول إلى المتظاهرين السلميين القريبين من السياج الفاصل، والذي يتمركز خلفه جنود الاحتلال.

ويقول محمد لـ"فلسطين": "جئنا هنا للمشاركة في مسيرة العودة، للتأكيد على حقنا بالعودة لأراضينا المحتلة، والذي لا نفرط به مهما كلفنا الثمن".

ويضيف: "الاحتلال جاء من مشارق الأرض ومغاربها إلى أرض فلسطين، وهي ليست له، لذلك عليه الرحيل"، موجهًا رسالته للاحتلال والعالم أجمع قائلًا: "نحن أصحاب حق وسنسترد حقنا باستخدام جميع الوسائل".

ويرى أن مسيرة العودة استطاعت أن تُعيد القضية الفلسطينية للواجهة وتضعها على رأس أولويات العالم كله، معربًا عن أمله أن يعود لبلدته الأصلية المحتلة "بئر السبع".

إلى ذلك، يقول مختار عشيرة آل "أبو الروس"، تيسير أبو الروس (42 عامًا)، إن العشائر والوجهاء يشاركون في مسيرة العودة، ويتواجدون في جميع خيامها المنتشرة على حدود قطاع غزة.

ويشدد أبو الروس خلال حديثه لـ"فلسطين"، على ضرورة أن "ينعم الشعب الفلسطيني بحياة كريمة كما الشعوب العربية والأوروبية الأخرى".

ويؤكد حق الشعب الفلسطيني بعودته للأراضي المحتلة، مضيفًا: "(إسرائيل) دولة استعمارية، وليس لها وجود على أرض فلسطين".

وعبّر أبو الروس عن فخره بالشباب الفلسطيني الذي يقدم التضحيات، من أجل استعادة الأراضي المحتلة التي اغتصبها الاحتلال عام 1948، مردفًا "سنواصل مشاركتنا في المسيرة حتى تحرير فلسطين".