منذ 22 يومًا على التوالي لا يزال الطفل أحمد زعرب، يصاب بتشنجات واضطرابات عصبية، جراء استنشاقه كميات من الغاز المجهول الذي تطلقه قوات الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين السلميين المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة.
وعقب تدهور الوضع الصحي للطفل زعرب، حصل على تحويلة طبية لتلقي العلاج في جمهورية مصر العربية، إلا أنها لم تنهِ معاناته بسبب تشبع جسده بالغاز المجهول.
ويقول عادل زعرب، أحد أفراد عائلة الطفل، إن الأطباء في جمهورية مصر أخبرونا عن وجود كتلة غاز على الصدر، لم يتم تحديد نوعه، وبالتالي فهم بحاجة إلى إجراء عدد من الفحوصات الطبية لكي تظهر نوعية الغاز، وحقن جسده بالأدوية المناسبة.
ولفت إلى أن الطفل زعرب، فاق من الغيبوبة بعد خمسة أيام من إصابته ليجد نفسه يتعرض لتشنجات قوية على أحد أسرة مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مع شعوره المستمر بدوار وضعف عام في الجسم وسعال شديد وتسارع في دقات القلب.
ولا يختلف الحال كثيرًا عن فلاح وافي (26 عامًا) الذي لا يزال يتردد على المستشفى الأوروبي بسبب تشنجات واضطرابات عصبية تعرض لها جراء استنشاقه كميات من الغاز المجهول الذي تطلقه قوات الاحتلال على المتظاهرين السلميين.
وأصيب وافي، بقنبلة غاز مباشرة ودخل في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام، وسرعان ما بدأ وضعه في التحسن، لكن لا يزال يعاني من تشنجات تسيطر على جسده ولا يزال يتردد على المستشفى للتعرف على وضعه الصحي والعلاج المناسب الذي يمكنه من الشفاء التام.
ويقول وافي لصحيفة "فلسطين": "أشعر بدوار طوال اليوم وضيق في التنفس وبعض التشنجات وصداع وآلام في منطقة الصدر"، مشيرًا إلى أن الأطباء لم يحددوا بعد نوعية الغازات المصاب بها ليتسنى لهم علاج المصابين بالشكل الدقيق.
وتم تسجيل عشرات الحالات التي عولجت ميدانياً من الغاز، إلا أنها عادت إلى مستشفيات قطاع غزة تعاني من ذات الأعراض، في حين بدت الطواقم الطبية ومعداتها غير قادرة على تشخيص الوضع الصحي للمصاب.
ونشرت الصحفية هاجر حرب، مؤخرًا، على صفحتها الشخصية لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحذيراً للصحفيين العاملين في الميدان، بالابتعاد قدر الإمكان عن الغاز المسيل للدموع، مشيرة إلى أنه أحد أهم أسباب إصابتها بمرض السرطان، مضيفة: "لا تستهينوا بالأمر فهو ليس مزحة".
وعادت الصحفية حرب، إلى القطاع مؤخرًا بعد رحلة علاج من مرض السرطان استمر قرابة العام.
يقول رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الإندونيسي د.صلاح أبو ليلة، إن الغاز الذي تستخدمه قوات الاحتلال ضد المتظاهرين يختلف عن الغاز المستخدم في الاعتداءات السابقة.
ويضيف أبو ليلة لصحيفة "فلسطين"، "لقد كنا نعالج المصابين باستنشاق الغازات بالأكسجين والمهدئات وتتحسن الحالة على إثرها، أما المصابين حاليًا حالتهم لا تتحسن مع العلاجات التقليدية، ويحولون إلى المبيت في الأقسام للمتابعة المستمرة".
وأشار إلى أن المصابين بالغاز تظهر عليهم تشنجات "لم نشاهدها من قبل على المصابين"، حيث تتسبب في إصابة الجهاز التنفسي ما يؤدي لحركة لا إرادية في الجسم، لافتًا إلى أن بعض الحالات بعد تقديم العلاج لها ومغادرتها المستشفى تعود مجددًا بسبب التعب الذي يظهر عليها من جديد بسبب الغاز.