الأسرى في سجون الاحتلال يدخلون دائرتي (الكراهية، والعقوبات)؟! الرئيس عباس أدخل جميع أسرى قطاع غزة في دائرة العقوبات، فقرر عدم صرف مستحقاتهم التي تعيل أولادهم؟!الأسرى من سكان الضفة والقدس ليسوا بمنأى من هذه العقوبات الظالمة، بل هم على الطريق لسببين: الأول أن عباس يكره الأسرى، لأنه يكره المقاومة، ويعدّ الأسرى فئة متمردة على قراراته، وعلى تنسيقاته الأمنية مع الاحتلال، والتي قال في حقها: إنه لا يخجل منها؟! والسبب الثاني هو مطالبة نتنياهو، وترامب، منه وقف مخصصات الأسرى والشهداء، لأن دفع المخصصات يشجع على (الإرهاب) على حد قولهما؟!
عباس قرر الاستجابة لمطلب نتنياهو وترامب بالتدريج، فقرر وقف مخصصات أسرى غزة، متسترًا بالخصومة مع غزة، ومتدثرا بالعقوبات التي يفرضها على غزة؟! عباس الذي احتكر المال والقرار يعرف جيدا تداعيات قراره في ساحات النضال الفلسطيني، ويعرف أن فتح ستلوذ بالصمت، ولن تعقّب على قراره، مع أنه هو وهم أكثر من يتحدثون في الإعلام عن الأسرى، وعن تحريرهم؟! إن من ألغى وزارة الأسرى استجابة لطلب إسرائيل لن يجدد غضاضة في وقف مخصصات الأسرى استجابة لطلب الجهة نفسها؟!
إن من يحرم الأسير من مخصصاته المالية، لا يمكن أن يفكر عمليا بتحريره، ولا يمكن أن يدفع المال لتحريره، مع أن الموقف الشرعي يلزمه بدفع كل المال لتحرير الأسرى؟! لقد ذهب عصر ياسر عرفات الذي تحمل فيه مسئولية الأسرى، وجاء عصر عباس الذي يقول فيه للأسرى: من طلب منكم مقاومة (إسرائيل)؟!
حين عقبت حماس على قرار عباس، قالت: إنه فقد الحس الأخلاقي والوطني، ومن المعلوم أن الأخلاق ليست جزءًا من سياسة الرئيس لا في هذا الملف ولا غيره، ولو كانت الأخلاق جزءًا أصيلًا في سياسته ما افتخر على الملأ بالتنسيق الأمني، ولخجل من نفسه ومن المواطنين وأبقى ذلك سرًا لا يطّلع عليه الشعب.
لا يملك الأسرى آليات مؤثرة لمقاومة قرار عباس، فهم في السجن بين المطرقة والسنديان، لا يملكون من آليات العمل غير الرفض، والبيان، والإضراب عن الطعام، وهذه الآليات لا يلتفت إليها عباس، لأن حاشيته تزين له عمله، ومن ثم يجدر بفصائل المقاومة أن تجد طريقا لنصرة الأسرى، ومقاومة قرار عباس. لا توجد حركة تحرر وطني في العالم تخلت عن أسراها كلهم أو بعضهم، إلا الحركة التي يرأسها محمود عباس؟!