إن طرح مشروع بديل لـ(م. ت. ف) خطيئة سياسية، لا أعتقد أن حماس أو أيًّا من الفصائل سينحون هذا النحو.
لكن المطلوب تكتل فلسطيني جامع، يعمل على استرداد القرار الوطني، واستنقاذ المؤسسات السيادية من قراصنة يحتمون بحِراب الاحتلال.
هذا خلاصة قراءة عميقة، اتسمت بالموضوعية، وتحليل وإعادة تركيب المشهد في ظل واقع دولي وإقليمي ومحلي غاية في التعقيد والتداخل، وابتعدت عن ردة الفعل الانفعالية.
وليس ذلك من باب تقديس العناوين، وتعميدها، بقدر ما أتحدث عن مصلحة وطنية راجحة.
لاشك أن (م. ت. ف) ميراث عبث به، وقوض، واستخدم استخدامًا مخجلًا، ينافي أخلاقيتنا وقضيتنا العادلة في محطات كثيرة، وما يجري في كثير من السفارات خير شاهد على هذا العفن المنفوش.
وغير ذلك مما تقوم به طغمة المقاطعة من مقاولة أمنية مستمرة في قمع أي تحرك ثوري في الضفة الغربية، بأدوات ممسوخة وطنيًّا يديرها الاحتلال مباشرة، وهذا ما صرح به أحد أقطاب هذه الحالة الشوهاء.
لكن الواجب المكافئ يتكثف في استرداد هذا الموروث الوطني (م. ت. ف)، وإعادة الاعتبار له، وتأهيله بترميم ما تهالك من مؤسساته، وتمكين الشعب منه، بانتخاب ممثليه في المجلس الوطني.
وهذا خليق أن يجفف مستنقعات الفساد في أروقته، التي منشؤها الأول المحاصصة واشتراء الولاءات بمقاعد وظيفية فيه.
ولذلك خلصت إلى أن الخيار الأنفع والأسلم إيجاد تكتل وطني جامع، يستند إلى قاعدة شعبية عريضة في كل ساحات الوجود الفلسطيني، الأمر الذي من شأنه أن يحاصر القراصنة و"يشمسهم" وطنيًّا بإخراجهم من تحت سقف المظلة الممثلة للكيانية الرسمية للفلسطينيين.