منذ نعومة أظفاره إلى يوم مماته، سخر الراحل القيادي الفلسطيني وائل خالد أبو هلال (58 عاماً) جميع محطات حياته في دعم حقوق الشعب الفلسطيني ومسيرة نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي، حتى بات رفاقه ينعونه بأبي فلسطين، حيث لا مكان لغير الوطن الضائع في قلبه.
وتقلد أبو هلال، المولود في قرية عقربا قضاء مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، عضوية الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وعمل سابقاً مديراً عاماً لقناة القدس الفضائية، ومديراً مؤسساً لمركز طموح للدراسات والاستشارات والتدريب، وله عدد من الأبحاث والدراسات في القضية الفلسطينية، فضلاً عن مقالاته الدورية في الصحف العربية.
رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا حافظ الكرمي، وصف أبو هلال الذي رافقه لأكثر من 30 عاماً داخل بريطانيا وخارجها، بـ"الرجل الفلسطيني الفريد"، قائلاً بحقه: "كان خير حامل للقضية في جميع المحافل السياسية والإعلامية والفكرية، فضلاً عن كتاباته ومشاركته في الندوات واللقاءات الداعمة للقضية".
وأضاف الكرمي في حديثه لصحيفة "فلسطين": "أينما وجد الراحل وائل حضر الحديث عن فلسطين الأرض والقضية والحق، وحضر المسجد الأقصى وقضايا المقدسيين، وكانت أحاديث التحرر من الاحتلال والعودة إلى الديار قائمة.. نحن نشهد بأن هم فلسطين لم يفارقه ليلاً أو نهاراً، في حله وسفره، وعلى ذلك رحل وهو يحدث ويبشر عن فلسطين".
وأوضح الكرمي أن أبو هلال حط رحاله قبل وفاته في العاصمة البريطانية لندن من أجل عقد سلسلة لقاءات مع الجاليات الفلسطينية موضوعها الأساس مسيرة "العودة الكبرى"، التي انطلقت على حدود قطاع غزة نهاية الشهر المنصرم، تزامناً مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ42 ليوم الأرض.
ويستذكر الكرمي آخر الكلمات التي رددها الراحل أبو هلال خلال لقائه مجموعة من الفلسطينيين والعرب المغتربين في بريطانيا، الأحد الماضي، حيث قال موصياً الشباب في ختام كلمته "استشعروا عظم قضيتكم التي جعلها الله قرآناً يتلى، ولا تيأسوا من كثرة المؤامرات، فأشد الأوقات حلكة هي التي تسبق بزوغ الفجر.
انتماء عميق
أما المدير التنفيذي لمركز العودة الفلسطيني، طارق حمود، فذكر أن الراحل أبو هلال عاش حياته منذ طفولته حتى رحيله كما يريد هو، وكما يجب أن يعيش أصحاب الحق الأقوياء وليس كما كان يسعى الاحتلال الإسرائيلي أن يعيش اللاجئون الفلسطينيون في الشتات.
وأوضح حمود لصحيفة "فلسطين" أن أبو هلال "عاش حياة البطل المدافع عن حقوق شعبه العادلة، محبطاً بذلك مخططات الاحتلال التي كانت تسعى لأن يعيش اللاجئ الفلسطيني حياة التشرد خلف لقمة العيش ليس إلا"، مؤكداً أن أبو هلال كان صاحب انتماء عميق لفلسطين وقضيتها.
وتابع: "كان ينتقل من حقل لآخر في سبيل دعم حق عودة اللاجئين إلى ديارهم والتأكيد على إسلامية القدس ومجابهة مشاريع التصفية التي تحاك ضد القضية"، مشيراً إلى أن الراحل تميز بالتأثير ووضوح خطابه سواء في كتاباته المطبوعة من مقالات وإصدارات أو خلال لقاءاته ومحاضراته العامة.
وأشار حمود إلى أن الأحاديث الأخيرة للراحل أبو هلال كانت تتمحور على جيل الشباب ودورهم في إعادة الروح إلى القضية الفلسطينية بعد سنوات طويلة من الضياع، مستشهداً على ذلك بمسيرة العودة التي أعادت تسليط الأضواء إلى القضية والهم الفلسطيني.
وكان أبو هلال قد كتب قبل وفاته بأيام تغريدة على صفحته بموقع "تويتر": "الأمل معقود على شعبنا كما عودنا أن يقود هذه الذكرى بفعالياتها ومفرداتها ومعانيها وروحها وألَقها بروحٍ غير تقليدية، وأن نُري عدونا منا شيئاً مختلفاً هذه المرة، فنفاجئه كما هي عادة شعبنا الذي ما فتئ يجترح البطولات والمعجزات"، مشيداً بمسيرة العودة التي لطالما حلم بها.