قائمة الموقع

​تحليل: منتصف مايو يقلق الاحتلال الإسرائيلي.. ويحمل سيناريوهات مختلفة

2018-04-25T06:48:52+03:00

بات شهر مايو المُقبل مصدر قلق كبير لدى قادة الاحتلال الإسرائيلي، نظراً للأحداث السياسية الساخنة التي ستشهدها الساحة الفلسطينية والدولية خلالها، مما يضعهم في حيرة من أمرهم بشأن كيفية مواجهة تلك الأحداث.

ولعل مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في الـ 30 مارس/ آذار الماضي، وستصل ذروتها منتصف شهر مايو المُقبل، أبرز الأحداث الفلسطينية التي تخشاها سلطات الاحتلال، حيث تتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة، وهو التاريخ نفسه الذي أعلنته الإدارة الأمريكية لنقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، بالإضافة إلى نية واشنطن حسم مسألة الاتفاق النووي الإيراني ورغبة طهران في الانتقام من "تل أبيب" بعد ضرب قاعدتها بسوريا.

وفي تعقيب لمسؤول شعبة الاستخبارات الأسبق في جيش الاحتلال عاموس يدلين، قال إن شهر مايو المقبل سيكون الأخطر منذ حرب الأيام الستة عام 1967 بالنظر إلى التقاء عوامل عدة.

وأضاف يدلين الذي يشغل حالياً منصب رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن التقاء كل هذه "الصواعق" خلال شهر واحد قد يجعل منه من أكثر الشهور قابلية للانفجار منذ حرب الأيام الستة.

وتعيش (إسرائيل) حالة من التخبط في كيفية التعامل مع الأحداث، وفق مراقبين، الأمر الذي يترك تساؤلاً مهماً حول السيناريوهات المطروحة في أروقة القيادة السياسة والأمنية والعسكرية لها.

يقول الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي د.مأمون أبو عامر، إن مسيرة العودة وضعت الاحتلال في موقف محرج بكيفية التعامل معها في حال اقتحام المتظاهرين السياج الفاصل في منتصف مايو.

ويعتقد أبو عامر لصحيفة "فلسطين"، أن أمام (إسرائيل) ثلاثة سيناريوهات للتعامل مع الوضع، الأول "السياسي" عبر وضع وسطاء لبحث عدم اقتحام الشبان للسياج والاكتفاء بالاحتشاد أمامه فقط.

والثاني: "الضغط الاقتصادي" من خلال التلويح بفرض مزيد من الضغوطات الاقتصادية على قطاع غزة، لإنهاك المواطنين، وجعلهم غير قادرين على المشاركة في مسيرة العودة، مشيرا إلى أن العنف هو السيناريو الثالث بتكثيف الاحتلال آلياته وعتاده، واتخاذ إجراءات التحصين، لمواجهة احتشاد المواطنين، واللجوء لمستويات أعلى من القوة المفرطة.

ويرى أبو عامر أن حالة من الغموض تخيّم حالياً حول السيناريو المُرجح، خاصة في ظل عدم وجود تعليمات واضحة لجنود الاحتلال بكيفية التصرف، ومع ذلك فإنه لم يستبعد سيناريو اندلاع حرب في قطاع غزة.

ويتفق مع ذلك المختص في الشأن الإسرائيلي فرحان علقم، الذي قال إن سلمية مسيرة العودة نجحت في قهر غطرسة الاحتلال، لا سيما في ظل الالتفاف الجماهيري حولها.

وبيّن علقم لصحيفة "فلسطين"، أن التلويح باستمرار مسيرة العودة حتى منتصف مايو، يؤرق الاحتلال وجعل قادته يتخذون ذلك على محمل الجد، والتفكير في كيفية الرد عليها، لافتاً إلى أن جرائم الاحتلال والنيران الكثيفة لم تنجح في ردع المتظاهرين السلميين عن المشاركة "فكلما زادت (إسرائيل) الضغط على الشعب الفلسطيني، زادت هبة المشاركين في المسيرات".

ولم يستبعد علقم أن تكون هناك ردة فعل عنيفة من الاحتلال، لا سيما أنه يعيش حالة من التخبط، مشيراً إلى عدم وجود استراتيجية واضحة في كيفية التعامل مع الأحداث.

وأوضح أن الاحتلال يعاني من "عمى استخباري" في قطاع غزة، الأمر الذي يجعله غير قادر على توقّع شكل الأحداث "وهذا يُضاف إلى حالة العجز لديه"، وفق رأيه.

ويرى أن احتمالية نشوب مواجهة مسلحة بين المقاومة وجيش الاحتلال ستظل حاضرة، في ظل التراجع الاستخباراتي للاحتلال، مُرجحاً أن يبادر إليها الاحتلال للتخلص من الضغط الذي سببته مسيرة العودة، وفشله في التصدي لها.

ويعتقد علقم أن لجوء (إسرائيل) لعدوان حربي قد يكون محاولة لإجبار المنطقة على القبول بصفقة القرن، منوها إلى أن أعداد المشاركين في مسيرة العودة السلمية، تدلل على أن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للمساومة، وهو صاحب القرار في تقرير مصيره.

اخبار ذات صلة