أكد مختصان بشؤون الاستيطان، وجود تبادل أدوار بين المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الاعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وعدّ مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، تصاعد الاعتداءات التي تنفذها عصابات "تدفيع الثمن" اليهودية الإرهابية، جزءا من مخطط إرهابي بتواطؤ سلطات الاحتلال.
ونفذت تلك العصابات، أمس، اعتداءات في قريتي رمون شرقي رام الله وسط الضفة، وبيت اكسا شمال غرب القدس المحتلة، حيث جرى ثقب إطارات عشرات السيارات وكتابة شعارات عنصرية وتهديدات ضد المواطنين.
ويعتبر دغلس في حديثه لصحيفة "فلسطين"، هذه العصابات امتدادا للتاريخ الصهيوني مثل عصابات الهاجاناة والأرغون التي عملت على تهجير الفلسطينيين بارتكاب المجازر ضد فلسطينيي القرى والبلدات قبل 70 عاما، مشيرا إلى أن ما يجري هو نفس المخططات ولكن مع تغيير في الأسماء.
وأكد أن ما تنفذه العصابات "بالغ الخطورة، وقد يرقى مستقبلاً إلى قيامها بقتل عائلات فلسطينية"، داعيا المجتمع الدولي إلى المسارعة في تقديم الحماية للشعب الفلسطيني.
واتهم دغلس جيش وحكومة الاحتلال بتوفير غطاء لعصابات "تدفيع الثمن" الإرهابية، موضحاً أن قوات الاحتلال تقتحم وتعتقل الشبان الفلسطينيين ومن ثم يكمل المستوطنون عمل جيش الاحتلال، فبعد كل اقتحام لجيش الاحتلال تنفذ هذه الجماعات اعتداءات على القرى الفلسطينية في تبادل للأدوار بين الطرفين.
ورأى أن وجود حكومة يمينية ودعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدولة الاحتلال والانقسام الفلسطيني ساهم في تصاعد الأعمال الإرهابية لهذه الجماعات، داعيا الفلسطينيين إلى الصمود والمواجهة وعدم الاستسلام .
وحذر من وجود "تنظيم إرهابي يهودي منظم وليس مجرد مجموعات كما يدعي الاحتلال، فما يجري اعتداءات منظمة ذات خطورة عالية".
تقاسم وظيفي
من جهته رأى المختص في شؤون الاستيطان، جمال جمعة، أن تصاعد اعتداءات عصابات "تدفيع الثمن" يأتي في إطار سياسي إسرائيلي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وقال جمعة لصحيفة "فلسطين": إن إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ودعمه للمشروع الاستيطاني أعطى الضوء الأخضر لدولة الاحتلال وعصاباتها الإرهابية الاستيطانية لتصعيد عدوانها ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى سبب آخر يتمثل في مسيرة العودة الكبرى والاستعدادات لذكرى النكبة، كلها أمور طفت على السطح في الآونة الأخيرة وحركت المستوطنين الإرهابيين لتكثيف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، وإرسال رسالة بأن أيديهم طويلة.
واتهم جمعة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بالوقوف خلف هذه المجموعات، كاشفا عن وجود 60 ألف مستوطن ضمن عصابات "تدفيع الثمن" التي يزيد عددها عن 14 مجموعة، وهم منظمون ويخدمون في جيش الاحتلال، ولهم إدارة مركزية مرتبطة بالجيش، وجاهزين لارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني.
ويرى أن ما يجري من اعتداءات ليست عشوائية، فكثير من المواقع التي شهدت اعتداءات هذه الجماعات الارهابية لا يوجد بها مستوطنات ولا احتكاكات مع المستوطنين، كما حدث في مجزرة دوما، حيث جاء المستوطنون من مستوطنة كوكب شاحر شرقي رام الله والتي تبعد عن القرية نحو 10 كم.
ونفذت هذه العصابات جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة التي لم يتبقَّ منها سوى الطفل أحمد دوابشة، كما أحرقت الطفل محمد أبو خضير قبل ذلك في القدس المحتلة.
ورأى المختص أن ما يحرك هذه العصابات أيديولوجيا خطيرة تعتبر الفلسطينيين أغيارًا، وعملهم حماية أرض (إسرائيل)، لظنهم أنهم أصحاب الأرض، وهذا النفس العنصري الفاشي يقود إلى الحقد الذي تظهره الجماعات اليهودية الإرهابية للشعب الفلسطيني.
ويذكر أن ما يُعرف بعصابات "تدفيع الثمن" تضم مجموعات من المستوطنين اليهود تجمعها بنية تنظيمية مشتركة ومرتكزات سلوكية موحدة، للقيام بأعمال عدائية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين.
وتتنوع عمليات تلك العصابات ما بين القيام بأعمال ترويعية ضد المواطنين، تصل حد محاولات القتل، إلى جانب الاعتداء على ممتلكاتهم وأراضيهم بالحرق والتخريب، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية بما فيها حرق المساجد والكنائس وكتابة الشعارات العنصرية على جدرانها، ونبش المقابر الإسلامية، ومصادرة آلاف الدونمات الزراعية وطرد أصحابها منها.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية بالضفة، دعت الأحد الماضي، إلى التصدي لاعتداءات المستوطنين من خلال تشكيل لجان الحراسة، واللجان الشعبية للدفاع عن القرى والبلدات الفلسطينية.