أقامت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس، بيت عزاء للشهيد العالم فادي البطش، على الحدود الشرقية في المحافظات الخمس لقطاع غزة.
وشارك في العزاء قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، وممثلون عن مسيرة العودة السلمية، وعدد من الوجهاء والمخاتير.
وذكر مسؤول جهاز العمل الجماهيري في حماس هاني مقبل، أن إقامة بيت العزاء يأتي استنكاراً لجريمة اغتيال الشهيد البطش النكراء، ووفاء له.
وقال مقبل لصحيفة "فلسطين"، إن الشهيد البطش المغترب كان خير من يمثل القضية الفلسطينية في كل الأماكن التي تواجد فيها.
وأضاف: "كل المؤشرات تدلل على أن يد الموساد الإسرائيلي تقف خلف عملية الاغتيال، الذي اعتاد على استهداف الكل الفلسطيني، لاسيما أصحاب العقول"، واصفاً العملية بـ "الجبانة والنكراء".
فيما طالب القيادي في "حماس" ماهر صبرة، الحكومة الماليزية بسرعة الكشف عن المجرمين، وتسليمهم للعدالة.
وأكد صبرة في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن المستفيد الأول من هذه الاغتيالات هو الاحتلال الذي لا يحب أن يرى نموذجا للعالم الذي يمثل فلسطين.
وقال: "المؤشرات تدلل على جريمة مدبرة ويد الغدر والخيانة حاضرة فيها، وهذا أسلوب ليس بعيداً عن الموساد الاسرائيلي".
وقدّم التعازي لعائلة الشهيد البطش ولكل أبناء الشعب الفلسطيني في هذا المُصاب الجلل".
من جانبه، قال عضو الهيئة التنسيقية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار عصام أبو دقة، إن إقامة بيت العزاء، هو أقل حد يمكن تقديمه للشهيد "البطش"، في ظل استمرار جرائم الاحتلال في كل مكان في العالم دون أي رادع أو ملاحقة من المجتمع الدولي.
وقال أبو دقة لصحيفة "فلسطين"، إن الاحتلال يسعى لمحاربة وملاحقة العقول الفلسطينية أينما وجدت، وهو ما فعله مع "البطش" ومن قبله الشهيد التونسي محمد الزواري.
ودعا الحكومة الماليزية لملاحقة القتلة المجرمين وتقديمهم للعدالة، من أجل ردع الاحتلال ووقف جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "دماء الفلسطيني أصبحت مباحة في كل أماكن العالم، بالتزامن مع جرائمه المستباحة في غزة والضفة"، مشيراً إلى أن وجود الشعب الفلسطيني على الأرض يرهب الاحتلال.
وبيّن أن أصابع الاتهام واضحة وتشير للموساد الذي يلاحق العلماء وكل أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
وطالب أبو دقة، المجتمع الدولي بأن يضع حداً لهذا الإرهاب الصهيوني، ومن خلفه الولايات المتحدة، التي تمنحه الحصانة في المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان.
وعمل فادي البطش (35 عاما) -الحاصل على شهادة الدكتوراة في الهندسة الإلكترونية-محاضرا بجامعة ماليزية خاصة، وهو في الأصل من سكان مدينة جباليا بقطاع غزة، ومتزوج وله ثلاثة أطفال، وهو مقيم في ماليزيا منذ عشر سنوات.
وحصل على جوائز علمية، أبرزها جائزة منحة "خزانة" الماليزية عام 2016 باعتباره أول عربي يتوج بها، كما حصل على براءات اختراع عدة لتطويره أجهزة إلكترونية ومعادن لتوليد الكهرباء، وأثناء رحلته الدراسية نشر عددا من الأبحاث العلمية المحكمة، وشارك في مؤتمرات دولية باليابان وبريطانيا وفنلندا وغيرها.