اتفق خبيران فلسطينيان، على أن مسيرة "العودة الكبرى" تفوقت برسائلها ووسائلها السلمية، ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يواجهها بالقمع والوحشية، والرصاص والغاز المحرَّمَيْنِ دوليًّا.
واتبع الفلسطينيون الذين يتجمعون منذ 30 مارس/ آذار الماضي شرق قطاع غزة، للمشاركة في مسيرة العودة بالقرب من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948م، رسائل وأساليب سلمية موجّهة للاحتلال والمستوطنين.
وعمد المتظاهرون إلى إقامة فعاليات تراثية وشعبية وألعاب رياضية، وزفاف عرسان، وجلسات سمر، ورسائل فيديو موجهة للاحتلال باللغة الانجليزية والعبرية تدعوهم للرحيل من أرض فلسطين، وأخرى تؤكد تمسكهم في مدنهم وقراهم المحتلة.
ورأى الخبير في الشأن الإسرائيلي، د.إبراهيم أبو جابر، أن مسيرة العودة أعادت الأولوية للقضية الفلسطينية، وجددت وسائل النضال والكفاح الفلسطيني في وجه الاحتلال الذي مضى عليه 70 عامًا.
وقال أبو جابر لصحيفة "فلسطين": "تعانق مسيرة العودة في الداخل المحتل نظيرتها في غزة، فهي تحمل ذات المضمون للمطالبة بتطبيق حق العودة"، لافتًا إلى أن مسيرة غزة أعطت زخمًا قويًا لمسيرة الداخل المحتل.
وأضاف: "الأثر النفسي القادم من غزة على فلسطينيي الداخل كبير جدًا.. فمن خلال متابعتي أؤكد أن وسائل مسيرة العودة دفعت بالمسؤولين في الدولة العبرية إلى التحرك لمساندة الجنود والمستوطنين، وهذا يدلّ على أن المتأثر الحقيقي من مسيرة العودة هي دولة الاحتلال وقطاع المستوطنين".
ولفت أبو جابر إلى أن الرسالة النفسية من مسيرة العودة "قد نجحت فعليًا".
من جهته، قال الخبير العسكري واصف عريقات: إن "الجندي الإسرائيلي يعتمد على بطشه وقوة سلاحه، لكن الفلسطيني استطاع أن يوجه له ضربة قوية، فجاءه الفلسطيني من الخاصرة الضعيفة واتبع الأسلوب الدعائي السلمي".
وأوضح عريقات لصحيفة "فلسطين" أن المتظاهرين في مسيرة العودة وجهوا رسائلهم للمجتمع الإسرائيلي بشكل شامل (الوزير، المستوطن، الجندي) وهذا هو سرّ النجاح، واستدل بمقولة قائد ألماني: "من يسيطر على عقول أعدائه ينجح في السيطرة على أجسادهم".
وأضاف: "الفلسطيني نجح في انتخاب الوسائل فأصبح بشكل سلمي أقوى من الإسرائيلي صاحب القتل والإرهاب.. وإن وقوف الفلسطيني الأعزل بالقرب من وطنه المحتل وأمام جندي مدجج بالسلاح، جعل العالم يتحدث عن حق الفلسطيني في العودة إلى أرضه".
وأشار عريقات إلى أن الوسائل السلمية لمسيرة العودة أربكت العقلية الإسرائيلية القائمة على استخدام القوة العسكرية في مواجهة خصومها، مبينًا أن ذلك "تفوق فلسطيني بسلميته وتأثيره فهو صاحب الحق والأرض التي يريد العودة إليها".
وأثار قمع جيش الاحتلال، للمدنيين العزل المشاركين في مسيرة العودة، غضبًا دوليًا، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي بجرائم الاحتلال.