فلسطين أون لاين

أزمات بعضها فوق بعض

يبدو أن الرئيس الفلسطيني يعيش وضعًا مأزومًا. الأزمة التي يعيشها الرئيس غير مسبوقة. لا أتحدث عن أزمة شخصيته فحسب، بل أتحدث عن أزمة في المشروع السياسي الذي يتبناه الرئيس.

إن هجوم الرئيس على حماس بهذه اللغة المسيئة له قبل أن تسيء لحماس هو هجوم ينبع من هذه الأزمة، حيث ينهار مشروعه التفاوضي في حياته وقبل وفاته.

الرئيس يعيش أزمة مفاوضات مع نتنياهو، وأزمة رعاية مع أميركا، وأزمة رفض أوروبا أن تكون بديلًا لأمريكا، وأزمة قبول أنظمة عربية مؤثرة بصفقة القرن، والحل الإقليمي، وأزمة هرولة دول الخليج إلى ساحة الاعتراف بإسرائيل، والتطبيع قبل الانسحاب، وأزمة ضغوط عربية عليه للقبول بالعرض الأمريكي، مع وعد عربي بتعديلات طفيفة، وأزمة مع فتح، وأزمة مع حماس، وأزمة مع الشعبية، وأزمة مع الميزانية، وأزمة مع فتح، وأزمة مع غزة، وأزمة ذاتية مع خريف العمر والصحة، ولا نتائج مرضية؟! إنها أزمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها؟!

لجأ الرئيس إلى المؤتمر الدولي، أو الرعاية الدولية للمفاوضات، فلم يستجب لدعوته لا عرب ولا عجم، ونصحته ألمانيا بعدم مقاطعة أمريكا؟! واستدعته السعودية وعرضت عليه (صفقة القرن) ونصحته بقبولها، فقال بعد عودته لفلسطين، على لسان صائب عريقات: لا يوجد فلسطيني على سطح الأرض يمكن أن يقبل بالصفقة بعد خروج القدس منها.

لم يمهل وليّ العهد السعودي عباس طويلًا فصرح لصحيفته أمريكية أنه يعترف بحق إسرائيل في أرض أسلافهم الأقدمين، وأوضح أنه ذاهب إلى التطبيع قبل الانسحاب، لأن المصالح بين إسرائيل والمملكة كبيرة؟! أي لم تعد ثمة مصالح للمملكة مع الفلسطينيين وعباس؟!

ولم تترك مصر السعودية في السوق وحدها، فقيل إنها تمارس ضغطًا على السلطة لإقناع عباس بالصفقة من حيث المبدأ، ثمّ وعدته بالعمل على تعديلها؟!

هكذا تراكمت الأزمات وأظلمت الدنيا في وجه الرئيس فيما يبدو، حيث يشعر بالعجز عن إيجاد حلّ ومخرج من هذه الأزمات المتراكمة. فهل يملك الخبراء ومراكز الأبحاث في العالم حلًا؟! سألت أحد الخبراء مفترضًا أن الرئيس ليس جزءًا من صفقة القرن، أو الأزمات، فقال ليس أمامه هو أو غيره، غير أن يقلب الطاولة، وأن يضرب الضغوط العربية بالشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وأن يتمرد على الأزمات، أو أن يخرج بالشعب لانتخابات حرة ونزيهة.