فلسطين أون لاين

عندما يأسر الاحتلال نواب الشعب الفلسطيني.. حسن يوسف مثال

...
غزة - صفاء عاشور

في أي مكان في العالم يكون للنائب الممثل للشعب حصانة يستمدها من تأييد الجماهير والقانون، ولكن في فلسطين، قد يكون النائب المنتخب داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.


هذا هو ملخص حكاية النائب في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح، حسن يوسف الذي قضى -منذ فوزه في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2006 وقبل ذلك أيضًا- جل وقته وحياته في سجون الاحتلال.


أويس حسن يوسف أكد أن والده أمضى جل حياته منذ 1975، وحتى الآن في سجون الاحتلال الإسرائيلي.


وقال نجل النائب يوسف لصحيفة "فلسطين": "والدي تعرض للأسر أول مرة عندما كان طفلاً لم يتجاوز 16 عاماً بسبب نشاطه السياسي والمجتمعي، إلا أن محطات الأسر المستمرة بدأت في أوائل التسعينات بذريعة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس".


وأضاف: "في 2005 تم أسر والدي مرة أخرى وصدر بحقه حكم السجن الفعلي لست سنوات، وخلال هذه المدة ترشح أبي للانتخابات التشريعية عن دائرة رام الله والبيرة وفاز".


وأوضح أنه بعد انقضاء هذه المدة خرج النائب يوسف من سجون الاحتلال في 2011 ليتم أسره مجدداً بعد فترة قليلة من الإفراج عنه، لافتاً إلى أنه صدر بحقه أمر اعتقال اداري لمدة ست شهور تم تجديدها أكثر من مرة ليقضى سنتين ونصف في الاعتقال الإداري.


وبين أن الاعتقالات استمرت فبمجرد أن يخرج والده من أحد سجون الاحتلال، وبعد شهرين أو ثلاث يتم أسره مجدداً وهو ما حصل في يونيو/حزيران 2014 ليمضي سنة كاملة في الاعتقال الاداري دون توجيه مبرر.


وذكر أويس، أنه تم أسر والده مجددا في أكتوبر/تشرين الأول 2015، قبل الإفراج عنه في أغسطس 2017.


لكن قوات الاحتلال أعادت أسر النائب يوسف لاحقا، ولا يزال قابعا حتى الآن في سجون الاحتلال.


ورغم تجاوز النائب يوسف (63 عاما) من عمره، فإن الاحتلال لا يضع لذلك أي اعتبار، إذ يجدد أسره إداريا، لوقف نشاطه كنائب ممثل للشعب الفلسطيني.


وبين أويس أن والده تعرض خلال فترة أسره خاصة التي كانت في سن الشباب إلى تحقيقات قاسية وضغوط أدت إلى إصابته في ألام في المفاصل والكتف بالإضافة إلى إصابته بعدد من الأمراض المزمنة كضغط الدم والسكري وهو ما أدى إلى تدهور وضعه الصحي في كثير من الأحيان.


حرمان عائلي

وللعائلة دور كبير في دعم أي رجل يحمل مبدأ المقاومة في حياته وهو ما نجحت به صبحة دار خليل زوجة النائب يوسف ورفيقة دربه.


السيدة صبحة كانت معايشة لكافة الأحداث التي تعرض لها زوجها قبل وبعد فوزه كنائب، في الانتخابات التشريعية.


ولم تخل حياة يوسف من الأسر لأسباب سياسية ومجتمعية وإصلاحية كان الاحتلال يرفضها.


وقالت زوجة النائب يوسف لصحيفة "فلسطين": "إنه أب وجد تغلب عليه صفات العطف والحنان والحب الكبير لكل من هم حوله، وكان هو نور البيت وضيائه وهو من يعطي إشراقه جميلة كل ما هو حولنا في البيت".


وأضافت: "المبادئ والقيم التي حملها حسن يوسف منذ بداية حياته جعلته يفقد الكثير من حقوقه الإنسانية، فسجنه الدائم جعله بعيد عن ابنائه الذين كبروا وتزوجوا وهو داخل سجون الاحتلال".


"إنه في سجنه وحيداً لا يصاحبه سوى مرضه وآلامه وعشرة أنواع من الأدوية المختلفة التي يجب عليه تناولها لتنجب هذه الآلام"، تتابع حديثها.


وأوضحت أنه رغم بعد رفيق دربها عنها وعدم رؤيته منذ أكثر من أربعة شهور لرفض الاحتلال الإسرائيلي إعطائها أي تصريح للزيارة لها ولأبنائها بحجة أنهم مرفضين أمنياً، فإنها لا تزال تحمل هم وحدته وكيف أنه محروم حتى من رؤية أبنائه وأحفاده الذين يشتاق إليهم ولا يتوقف عن السؤال عنهم.


وختمت زوجة النائب يوسف، بأن كل هذه المعاناة لم تجعل الأخير أو أي من أبنائه أو بناته يحيد عن المبدأ الذي ساروا عليه منذ بدء حياتهم وهو مبدأ المقاومة "في سبيل الوطن الذي هو الأولوية الأولى".