بعد مرور أربعة أسابيع ساخنة على حدود غزة و تفاجأ الجميع بإرادة المتظاهرين السلميين وصمودهم على مدار الساعة في الأسابيع الثلاثة رغم ما تقوم به القناصة من جرائم وعمليات قنص الأطفال والنساء والشباب.
الصورة التي تخرج من حدود غزة تثبت أننا أمام مشهد جديد للفلسطيني بعد 70 عاما من النكبة ولعل هذه المرة تختلف عن المرات الماضية بأدوات المواجهة والمقاومة، حيث يقف الفلسطينيون أمام القناصة كي يرفعوا صوتهم عاليًا للمطالبة بحقهم في العودة وتقرير مصيرهم والذي أزعج الاحتلال كثيرا ولا زال عاجزا عن مواجهتهم.
الحديث هنا عن الوقائع حيث يستخدم الاحتلال كافة الأدوات والأساليب وتجنيد قيادته في مواجهة مسيرات العودة لدرجة أنه خصص مساحة لذلك من القادة الحاليين والسابقين في حكومة الاحتلال والقيادات الامنية والعسكرية لدراسة كيفية مواجهة مسيرات العودة التي تبدأ ذروة نشاطها منتصف مايو القادم.
استطاعت مسيرات العودة أن ترسم صورة أخرى للفلسطيني تساهم في كشف صورة الاحتلال وبشاعة جرائمه الحالية او السابقة وقد اعترف قادة الاحتلال بفشلهم في ترميم الصورة.
كذلك سجل فشلها العسكري والأمني في التعامل مع مسيرات العودة والتي أصبحت حدوده مكشوفة أمام مجموعة من الشبان يتلاعبون بجيش الاحتلال الذي انهك على مدار أربعة أسابيع وينتظرهم أسابيع جديدة أكثر سخونة وأكثر نشاطا ويبدع فيها الشبان في استخدام الأساليب السلمية في مواجهة الاحتلال وهذا لا يمنع استنادهم إلى قوة المقاومة العسكرية ولا تكون بديلا عنها.
أمام ذلك نحن بحاجة أن نقيم التجربة سريعا للاستفادة منها وتطوير الأدوات والأساليب بالاستناد إلى القوة الشعبية الجماهيرية لمسيرات العودة ووضع اهداف دقيقة لها تساهم في نجاح هدفها العام بتحقيق حق العودة في سياق افشال مشاريع التسوية وصفقات مشبوهة كما يقترح حاليا من قبل الادارة الأمريكية وكذلك إفشال مشاريع التطبيع التي تعمل عليها دول إقليمية لصالح الاحتلال .
في الميدان بالقرب من الحدود الشرقية تجد الإرادة الشبابية والمجتمعية الفلسطينية حاضرة وبقوة لمواجهة القناصة المنتشرين على الشريط الحدودي الذين يعبرون عن الكيان الهش الذي لا يمتلك سوى قوة السلاح وتغيب عنه الإرادة وقوة الحق في مواجهة شبان يمتلكون الإرادة والقدرة على المواجهة والصمود لأسابيع طويلة بل يمكن أن تكون سنوات مهما كان الثمن. ولذلك يدعونا أن نفكر كيف يمكن أن نقلل الخسائر في الأرواح لصالح إدخال الاحتلال في حرب استنزاف سلمية لا يستطيع الصمود أمامها وهنا تقع المسؤولية على اللجنة التنسيقية العليا للمسيرات.
التحرك الأشمل في منتصف مايو قادر على المساهمة في تحقيق الاهداف بتحريك الجبهة السورية واللبنانية والأردنية إلى جانب الحراك الواسع في الضفة الغربية وداخل فلسطين المحتلة عام 48 والذي من شأنه إعادة طرح القضية الفلسطينية لتكون على سلم الأولويات وطرح الرؤية الفلسطينية لحق العودة وإفشال مشاريع التسوية وكذلك عدم الاستفراد بالضفة الغربية عبر مشاريع الاستيطان والتهويد وعدم عزل قطاع غزة لتمرير مشاريع التسوية.