فلسطين أون لاين

مزاعم صحفية؟!

بعض الصحف العربية التي تصدر في لندن لها مواقف قديمة في معاداة حماس والحركات الإسلامية بشكل عام. هذه الصحف تعبر بشكل أو بآخر عن الدول الممولة لها، وربما كانت أقرب إلى الرواية الإسرائيلية منها إلى الرواية الفلسطينية، ولا غرو في ذلك فكثير من السعوديين يسمون ( العربية) مثلا بالعبرية، وبعض علماء المملكة قال لو كان أبو جهل موجودا لوجد له مكان في ( العربية).

مؤخرا زعمت صحيفة الحياة اللندنية أن ( إسرائيل) قدمت عرضا لحماس من خلال مصر مفاده أن ترفع (إسرائيل) الحصار عن غزة في مقابل إيقاف مسيرات العودة الكبرى، وحررت الخبر المزعوم بطريقة تظهر ( إسرائيل) وكأنها دولة أخلاق وإنسانية، وأن حماس مغفلة في السياسة، ولا تبحث عن مصالح قطاع غزة المحاصر؟!

حماس بالطبع لم تعلق على مزاعم الصحيفة لا بتأكيد الخبر ولا بنفيه، وإن كان الأجدى أن تنفيه لأنه عرض مزعوم من بنات أفكار من سربه، لخلط الأوراق في الساحة الداخلية الفلسطينية، بحيث يتشكل رأي عام يتهم حماس بأنها لا تنتهز الفرصة المناسبة. ويكفي أن الصحيفة جهّلت المصدر، فقالت:" علمت الحياة؟!" راجع موقع سما الإخباري في ١٨/ إبريل.

إن التحليل المنطقي الذي يستند إلى الخبرة بالاستراتيجية الإسرائيلية، والخبرة بوسائل الإعلام المعادية للمقاومة، يقول إن زعم الصحيفة لا يستند إلى الحقيقة والواقع، إذ لا يمكن لـ(إسرائيل) أن تقدم هذا العرض البتة، وهي التي دخلت حروبا ثلاثة مع غزة دون أن ترفع الحصار، أو حتى تسمح بتخفيفه، وتمالأت مع آخرين محليين وإقليميين على تشديده، بزعم تعجيز حماس ، وتأليب الشعب عليها.

على حماس فيما أعتقد، وعلى المسئولين فيها توضيح ذلك. حماس لم تتلق عرضا بشأن غزة ومسيرة العودة والحصار، لا من مصر، ولا من الدول الأوربية كما زعمت صحيفة لبنانية، وهذه التسريبات هي من الإعلام المضاد الذي يستهدف النيل من حماس وغزة معا. وربما يجدر بحماس وبالجهات المشرفة على مسيرة العودة الكبرى أن تقدم عرضا بأهداف مسيراتها، بحيث تكون هذه الأهداف واضحة وقابلة للتحقيق، ويجدر بها أن تعيّن ناطقا إعلاميا مسئولا عن هذه المسيرات، يمكنه التعاطي مع الأخبار والمزاعم في ضوء أهداف المسيرات واستراتيجيتها.