فلسطين أون لاين

​في غزة والضفة

مختصان: سيناريوهات العودة الكبرى تستنزف جيش الاحتلال

...
غزة - يحيى اليعقوبي

يعتقد مختصان في الشأن الأمني أن جيش الاحتلال يعيش هذه الأيام ظروفاً غير اعتيادية تجبره على التأهب باستدعاء أعداد كبيرة من قواته على السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، فضلاً عن تشكيل غرف عمليات لمواجهة مسيرة العودة الكبرى.

ويرى المختصان في أحاديث منفصلة لصحيفة فلسطين أن جيش الاحتلال يحاول عمل حزام أمني وعسكري في محيط تحرك التظاهرات السلمية؛ تحسبا لاختراق السياج الفاصل في الذكرى السبعين للنكبة.

ونقل موقع "ماكور ريشون" العبري عن ضابط في جيش الاحتلال خشية مشغليه من تطور الحراك وخروج مئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة في 15 مايو/ أيار المقبل وهو اليوم المقرر للمسيرة الكبرى، في ظل سخونة الوضع على حدود فلسطين المحتلة الشمالية، حيث إيران في سوريا وحزب الله في لبنان.

وقال الضابط إن الوضع يستنزف الجيش الذي لا يستطيع الاستمرار بهذه الوتيرة "فهناك المئات من الجنود لم يقضوا عيد الفصح مع أهاليهم بسبب الوضع، وتأثير ذلك على تدريبات الجيش واستعداداته القتالية لمواجهة حزب الله وإيران.

المختص الأمني محمد أبو هربيد يرى أن الاحتلال ينظر لمسيرات العودة نظرة أمنية باعتبارها خطرا على وجود (إسرائيل) إذ يخشى أن تخترق آلاف الحشود السياج الفاصل والدخول للأراضي المحتلة عام 1948م وهي نقطة حساسة لجيش الاحتلال.

ويقدر أبو هربيد، أن الاحتلال قام باستنزاف نحو نصف جيشه للتعامل مع المتظاهرين السلميين منتصف مايو المقبل، بالإضافة لاستدعاء قيادات أمنية وسياسية لبحث مواجهة المسيرة، بمعنى أن دولة الاحتلال كلها منشغلة بمواجهة مسيرة العودة، والقلق الأكبر من نجاح سيناريو المسيرة الكبرى، لذلك قام بتنفيذ عمليات قصف لمواقع المقاومة لتوجيه رسائل بإمكانية الذهاب للخيار العسكري لوقف المسيرة قبل ذلك الموعد.

ويرى أن جيش الاحتلال يعيش حالة استنزاف واضحة، من خلال استمرار دوام قواته على السياج الحدودي، وتشكيل غرف عمليات لمتابعة الأحداث من جمعة لأخرى، وهذا يمثل استنزافا للتفكير الإسرائيلي الأمني والسياسي للأدوات التي يمكن استخدامها في مواجهة المظاهرات.

وبالإضافة للاستنزاف تسبب المسيرات، تبعا لكلام أبو هربيد، حالة إزعاج وقلق مستمرة للاحتلال إذ فتحت المسيرات جبهة جديدة على الاحتلال كان يعتقد أنها ستبقى ساكنة، وهو الآن يعيش في معركة مع المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية؛ بسبب استخدام القوة الخشنة ضد المتظاهرين.

وأشار أبو هربيد إلى الإجراءات التي اتخذها جيش الاحتلال منذ انطلاق المسيرة في 30 مارس/ آذار الماضي، بإنشاء سواتر ترابية ووضع أسلاك شائكة جديدة، واستدعاء عدد كبير من الجنود من مختلف القوات العاملة بهدف عمل حزام أمني وعسكري في محيط تحرك التظاهرات، بالإضافة لاستخدام تقنيات جديدة كطائرات مسيرة لإطلاق قنابل الغاز، وأدوات لإطفاء إطارات السيارات.

توجهات غير معروفة

وهناك أشكال مختلفة لحالة الاستنزاف التي يعيشها جيش الاحتلال، يتحدث عنها اللواء المتقاعد واصف عريقات مبينا أن الاحتلال يعيش حالة استنزاف واضحة في القوة البشرية والمادية بالإضافة للحالة النفسية للجنود.

ويقول عريقات: "جيش الاحتلال لا يعرف توجه المسيرات خاصة أن أعداد المشاركين فيها كبير جدا وفي كل مرة يستنبطون وسائل جديدة لمواجهة الاحتلال بطرق سلمية، وهذا الغموض السائد لسلوك كل جمعة عن التي قبلها يزعج الجيش لتخوفه من استخدام المتظاهرين وسائل غير معهودة يصعب عليهم التعامل معها، لذلك هو بحاجة إلى أعداد كبيرة من الجنود حتى تتم مواجهتها".

ويفسر تصريح لضابط بجيش الاحتلال الذي قال" إن الجنود لم يقضوا الأعياد بسبب المسيرات"، بأن ذلك تهديد إسرائيلي وتلويح بأن الاحتلال قد يستخدم وسائل أكثر عنفا، وأن المسيرات ستواجه بالمزيد من ارتكاب جرائم حرب.

ويلفت إلى أنه عندما يحتشد الآلاف من الفلسطينيين بحالة سلمية يرفعون العلم فهذا لم يعتد عليه جنود الاحتلال، ويشكل قلقا نفسيا لهم، ينتقل هذا القلق لعائلاتهم، وكذلك للجبهة الإسرائيلية الداخلية.