فلسطين أون لاين

خالد العقرب على الحدود حتى العودة

...
غزة - هدى الدلو

ثلاثة أسابيع متتالية، لم يغادر تلك الخيمة التي غرس أوتادها في مخيمات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، متجاهلًا عناء التعب طيلة ساعات النهار، وحالة الإرهاق التي تسيطر على جسده، ولما يسدل الليل ستاره يسترق ساعاتٍ للراحة، ومع تسلل أول خيوط الشمس ينهض من فراشه بعد أن استعاد طاقته استعدادًا للمعركة اليومية بكل قوة وشجاعة.

لن أتزحزح

خالد العقرب شاب من سكان مخيم المغازي، لم يتجاوز من عمره 20 عامًا، يحلم بالرجوع إلى أرض أجداده التي سُلبت منهم، منذ إعلان مسيرات العودة نصب خيمته على الحدود ليرابط فيها حتى يمنّ الله عليه وعلى الفلسطينيين جميعًا بعودة مشرفة لديارهم وأراضيهم.

لا يضيع وقته خلال النهار، فلا يألو جهدًا في تجميع إطارات السيارات (الكوشوك) وجمع الحجارة بمساعدة شباب آخرين، وتجهيز مقلاعه.

قال لـ"فلسطين": "جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون خلف الكثبان الرملية لا يتوانون لحظة عن إيذاء الفلسطينيين واستخدام القوة والعنف ضدنا، فيطلقوا الرصاص، ويلقوا قنابل الغاز من أجل تفريق الشباب".

في يوم الجمعة الماضي أراد أن يرفع علم فلسطين على السياج الفاصل للقطاع، شاهده الجندي فقال له: "روح من هان"، رد عليه: "لن أتزحزح من مكاني حتى أرفع علم بلادي، وأعود إلى بلادي وأرضي"، وبدأ الجنود إلقاء قنابل الغاز عليه.

قنابل الغاز تلك يقابلها "العقرب" بالمقلاع، إذ يضعها فيه ويعيد إلقاءها نحو جنود الاحتلال، أما رائحتها فلم تعد تؤثر عليه، لأنه اعتاد عليها، على حد قوله.

يجلس في الليل بصبحة بعض الشباب، يشعلون النيران ويحتسون الشاي، ويتبادلون الحديث عن أحلامهم بالعودة إلى بلدانهم وقراهم التي تبعد مئات الأمتار فقط، ومع ذلك هم محرومون الذهاب إليها.

وأشار إلى أن الجو يكون باردًا ليلًا، لكن هذا لا يمنعه من البقاء في المخيم والمبيت فيه حتى تحقيق أهداف المسيرة.

يعود كل يوم لعائلته ساعة فقط، ليطمئنوا عليه، ويلبي احتياجات البيت، ثم يعود إلى خيمته، وقد عرف بين النشطاء والمشاركين في المسيرة دائمًا بشجاعته في مواجهة الاحتلال وجرأته.

واجب وطني

وقال العقرب: "إن المشاركة في مخيمات العودة واجب وطني على كل فلسطيني في قطاع غزة"، مضيفًا: "فهذه المخيمات خطوة مهمة لمصلحة الفلسطينيين من أجل العودة لأراضينا المحتلة".

وتابع: "بالمسيرة والمشاركة فيها نريد أن نوصل رسالة إلى العالم الخارجي، الأوروبي والعربي، أن هذه المسيرات السلمية ترمي إلى المطالبة بحق الشعب في العودة، وفك الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات".

ووجه العقرب رسالة إلى الاحتلال، قائلًا: "سيأتي اليوم الذي سنزيل فيه السياج الحدودي ونعود إلى أراضينا، ورغم استخدام الجيش الصهيوني الأسلحة الفتاكة والقوة بعنجهية سنبقى _الشعب الفلسطيني_ متمسكين بحقوقنا، ولن نترك مخيمات العودة والرباط فيها إلّا باسترجاع بلداتنا وقرانا، وزوال الاحتلال".