غمرت عائلات قدامى الأسرى في فلسطين السعادة، بعد بث شريط فيديو من قبل كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء أول من أمس، عن الجندي الأسير شاؤول أرون مع ألغاز حول مصير جنود آخرين في مقطعين منفصلين في آخر يوم من عام 2016.

في قلقيلية في منزل محمد داود الأسير في سجون الاحتلال منذ عام 1987، قال شقيقه وائل لصحيفة "فلسطين": "نحن نعيش لحظات سعادة كبيرة، لأن القادم يحمل أنباء سارة عن أمل يتجدد في إمكانية تبادل مشرف يتنسم فيه شقيقي الحرية بعد ثلاثة عقود".

وكان من المفروض ان يتحرر الأسير محمد داود في الدفعة الرابعة من الاتفاق الذي ابرم مع السلطة الفلسطينية سابقا قبل ثلاث سنوات لكن حكومة الاحتلال تراجعت عن تنفيذ تلك الصفقة.

ويؤكد شقيق داود أنه بعد بث شريط القسام تسلل الى قلوب عائلته الأمل الذي غاب عنها طويلا، وقال "المقاومة لديها اوراق تفاوض من خلالها، فشقيقي فقد والديه وداهمه العمر ولم يبق سوى الأمل بالإفراج".

أما في بيت الأسير عباس السيد من طولكرم، فكانت علامات الفرحة عارمة، فالاحتلال حكم عليه بالسجن المؤبد 35 مرة مع 100 سنة اضافية .

تقول الزوجة اخلاص صويص لصحيفة "فلسطين": "عائلات الأسرى تنتظر كل بارقة أمل، والمقاومة وكتائب القسام تتحفنا بين الفترة والاخرى بهدايا عظيمة، فالفيديو الذي نشر كان بارقة امل حقيقية وتوقيته في محله، وهو يسد ثغرة الحزن الدائم في قلوبنا".

وتضيف صويص: "عائلات الأسرى في كرب دائم، ومثل هذه الهدايا تخفف من وقع هذا الكرب والحزن، وهي مقدمات ممتازة للقادم الجديد، وتؤكد ان المقاومة لديها كنز يمكن التعويل عليه لإجبار الاحتلال على التفاوض".

بدورها، قالت اسماء حوتري زوجة الأسير القسامي رائد حوتري صاحب اعلى حكم بالسجن المؤبد في محافظة قلقيلية: "مثل هذه الهدايا يكون لها تأثير ايجابي على محيط الأسير العائلي ومن الناحية النفسية تشكل رافعة قوية وتنهض بالمشاعر التي هدها طول الفراق والاعتقال لسنوات عديدة، وقلوبنا لا تتوقف عن الشوق لهم فهم في مقدمة الشعب يدفعون فاتورة الحرية والعتق من الاحتلال".

من جانبها، تقول عائلة الأسير جمال ابو الهيجا من جنين: "هذا الشريط له قيمة عاطفية ومشاعرية لا توصف، فالاحتلال لم يتوقف عن ايذاء العائلة، فاعتقل الوالد جمال ابو الهيجا وجميع افراد العائلة وما زال ينتقم من عائلة الاسير بمنع زوجة الأسير جمال ابو الهيجا من العلاج في الخارج".

وقالت زوجة أبو الهيجا: "شعرنا عند رؤية شريط الفيديو بقرب الفرج والتحرر لأسرى المؤبدات، مع ان الاحتلال لن يستسلم بسهولة ولكن في نهاية المطاف سوف يستجيب".

وانتابت المجتمع الإسرائيلي وقادته صدمة نفسية بعد نشر كتائب عز الدين القسام شريط فيديو عن الجندي الأسير شاؤول ارون و عدة ألغاز عن اسرى اخرين وأن قرار فك اسرهم بيد قادة حكومة الاحتلال .

وكانت الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرت على الاعلام العبري نشر فيديو القسام حول الجندي شاؤول ارون خوفا من تزايد الصدمة النفسية في صفوف المجتمع الإسرائيلي.

ووصفت وسائل إعلام عبرية الجهة التي نشرت الفيديو بهذا التوقيت بالذات بأن لديها درجة علمية مرتفعة في علم النفس والعلوم الامنية والسياسية ولديها حنكة عسكرية وسياسية.

وذكرت صحيفة "اسرائيل اليوم" ان بث الشريط من قبل حركة حماس هو وضع عملية تبادل ثانية مع حكومة نتنياهو على سلم الاولويات ولدفع المجتمع الاسرائيلي من اجل الضغط على الحكومة اليمينية باتجاه التعجيل في تنفيذ صفقة تبادل أسرى مع حماس.

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد بثت مقطعي فيديو دعائيين ألمحت خلالهما إلى أن الجندي الإسرائيلي الأسير، شاؤول آرون، الأسير لدى الكتائب منذ عام 2014 ما يزال على قيد الحياة.

وفي المقطع الأول، الذي مدته 36 ثانية، يجلس 6 أشخاص على كراسي وهم يرتدون بزات عسكرية من دون أن تظهر وجوههم، ويحيطون بشخص على كرسي متحرك لم يظهر وجهه أيضا، وعلى قميصه كتب رقم "102".

ووسط الأشخاص وضعت طاولة عليها قالب حلوى كتب عليه باللغة العبرية "ثلاث سنوات في سجن حماس"، فيما ارتفع غناء بالعبرية "عيد ميلاد سعيد آرون".

وفي نهاية المقطع كتبت عبارة باللغتين العربية والعبرية "عام جديد والجندي شاؤول لا يزال بعيدا عن أهله"، و"القرار بيد الحكومة" الإسرائيلية.