يقول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. محمد اشتية في لقاء مع برنامج ملف اليوم: إن عقد المجلس الوطني من حيث التوقيت وترتيب البيت الداخلي أمر هام جدا؟!
إذا كان عقد المجلس الوطني مهما في هذا التوقيت، فلماذا ترفض انعقاده في هذا التوقيت والمكان الجبهة الشعبية، والديمقراطية، وحماس، والجهاد الإسلامي؟! هل بات هؤلاء بمعزل عن المعرفة والسياسة؟! هل احتكرت فتح المعرفة والسياسة، وعلى الآخرين أن يسيروا خلف قرار محمود عباس كما تسير فتح؟!
المجلس الوطني عادة في إجازة إجبارية، تمتد غالبا لسنين، وهو لا يقطع إجازته إلا حين يستدعيه عباس للانعقاد، وعباس لا يستدعيه إلا حين يكون في أزمة لا حل لها إلا بنقلها إلى المجلس. عباس يريد أن يشكل لجنة تنفيذية جديدة بعد أن فقدت اللجنة أو كادت النصاب القانوني لها، والمجلس هو قناة التصديق على التشكيل الجديد. ويقول عباس أمام القمة العربية في الظهران إن عقد المجلس الوطني في الأراضي الفلسطينية هو تمتين للوحدة الوطنية؟!
المجلس الوطني القائم غائب حاضر؟! يغيب عندما يريد عباس، ويحضر عندما يريد عباس؟! ولا توجد قيادة حقيقية للمجلس، ولا توجد عضوية منتخبة فيه، ولا نسمع له صوتا في المسائل الحادثة والمستجدة. القدس تضيع، والضفة على الطريق، واللاجئون في خطر، وحل الدولتين على حدود ١٩٦٧ م تبخر، وصفقة القرن والحل الإقليمي يجريان في عواصم عربية تقبض على القرار الفلسطيني تحت سيف التهديد، وغزة محاصرة، ومعاقبة، والموظفون بلا رواتب، والمصالحة تحتضر، والمجلس العتيد لم يقطع إجازته الممتدة لمناقشة أي من هذه القضايا الهامة، ثم يأتيك بعد هذا كله من يزعم أن انعقاد المجلس في هذا التوقيت مهم جدا، ولو دعا عباس المجلس قبل عام أو عامين لكان التوقيت عند المتحدثين مهما جدا، فقد اعتاد كثيرون أن يروا الأشياء بعيني الرئيس؟!
انعقاد المجلس في رام الله، وفي هذا التوقيت، مهم ولكن ليس لقضايا الوطن التي ذكرتها، وإنما هو مهم لفتح وعباس فقط، لإحكام القبضة من خلال التغييرات والاستكمالات على المجلس، وعلى اللجنة التنفيذية. أخيرا وليس آخرا، إذا كان المجلس الوطني يعترف بعضوية أعضاء المجلس التشريعي فيه عمليا، فلماذا قبل الوطني بتعطيل المجلس التشريعي لسنوات طويلة، ولم يعقد جلسة واحدة لمناقشة المسألة ومن ثمة حلها؟!