قال نائب رئيس حملة التضامن البريطاني مع فلسطين البروفيسور كامل الحواش: إن ما يقلق الاحتلال الإسرائيلي بعد أحداث مسيرة العودة الكبرى، هو تصاعد حملات المقاطعة له خلال الفترة المقبلة في أوروبا والعالم، نتيجة جرائمه التي يرتكبها جنوده بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة.
وأضاف الحواش في حديثه مع صحيفة "فلسطين" أن مسيرة العودة أعادت إحياء القضية الفلسطينية في الوقت الذي حاولت أمريكا والاحتلال تهميش هذه القضية، وتصدير أحداث العراق وسوريا بدلاً منها، مشيرًا إلى أن طريقة تعامل جيش الاحتلال مع عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين على حدود غزة، أحدثت تأثيرًا كبيرًا رفضه الشارع الأوروبي.
نقطة تحوّل
وأكدت أن أهمية مسيرة العودة تكمن بأنها حراك سلمي تمامًا كما حدث خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى "انتفاضة الحجارة"، متوقعًا أن تحدث المسيرة تحول في التعامل البريطاني والأوروبي خاصة الشعبي مع القضية الفلسطينية في 15 مايو/ أيار القادم إن استمرت بزخم أكبر.
وأشار إلى أن مجلس الطلبة في جامعات دولة إيرلندا صوتت لصالح دعم حملات مقاطعة الاحتلال، متوقعًا اتساع حملات المقاطعة نتيجة ما يحدث من انتهاكات اسرائيلية بحق مسيرة العودة.
ونبه الحواش إلى أن المتضامين مع الشعب الفلسطيني في بريطانيا يعتزمون الضغط على بنك "HSBC" العالمي والمتهم بتقديم خدمات لشركات لها علاقة بتصنيع الأسلحة، مشيرا إلى أن هذا البنك سيعقد جمعيته العمومية خلال الشهر الجاري وسيكون هناك حشد من المتضامنين أمام مقر الاجتماع.
وقال: "إن الكثير من البريطانيين يتذمرون من تهنئة وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان لجنوده بقتل المتظاهرين السلميين على حدود غزة ويعتبرونه شيئًا مقززًا"، لافتا إلى أن مسيرة العودة تعطي فرصة أكبر للتذكير بالحصار الإسرائيلي على غزة وتسليط الضوء عليه.
ولفت إلى أن العنف الإسرائيلي المستخدم ضد المتظاهرين السلميين يقلق المواطنين الأوربيين والسياسيين، خوفًا من أن تتدحرج الأمور وينتهي حل الدولتين الذي تتبناه الدول الغربية.
تفاعل شعبي
وحول تفاعل الشارع البريطاني مع أحداث مسيرة العودة، لفت إلى أن العديد من المدن البريطانية شهدت تفاعلاً كبيرًا بعدد من المدن الكبيرة، مما سبب القلق للوبي الصهيوني في بريطانيا خوفًا من اتساع رقعة التظاهرات والمتضامنين.
وتابع الحواش: "إنه حينما ترى الشعوب الأوروبية ما يقوم به الاحتلال في قمع المحتجين السلميين، فإنها تجد أبسط وأهم طريقة أمامها للتضامن هي المشاركة في حملات التضامن"، مشيرًا إلى أن الطريقة الوحيدة التي استنتجته الجموع في بريطانيا أن الطريقة الوحيدة للشعب البريطاني للضغط على الاحتلال هي من خلال زيادة زخم حملات المقاطعة".
إلا أنه نوَّه إلى أن وسائل الإعلام الرسمية البريطانية لم تغطِ أحداث مسيرة العودة بالشكل المطلوب، ووصفها بأنها تغطية "خجولة"، وتداخلت مع الاحتلال في تضليل الرأي العام البريطاني بالادعاء أن حماس تنظم هذه التظاهرات.
وأشار إلى أن الكثير من البريطانيين ورغم ما مارسه الإعلام الرسمي تناقلوا العديد من الفيديوهات حول جرائم الاحتلال بحق المشاركين بمسيرة العودة، والتي كان آخرهم فيديو قتل الاحتلال للصحفي ياسر مرتجى.
وشدد الحواش على ضرورة التعريف بحق العودة على المستوى الدولي، وعدم التعامل وكأن العالم يفهم هذه القضية، مشيرا إلى أن الناشطين الفلسطينيين في بريطانيا استطاعوا العام الماضي الشرح للبريطانيين حول ضلوع بريطانيا بمأساة الفلسطينيين.
وبشأن دعوة رئيس حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين، لحكومة بلاده لإعادة النظر في صفقات بيع الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي بعد الأحداث عند حدود قطاع غزة التي استشهد وأصيب خلالها آلاف الفلسطينيين بنيران إسرائيلية، قال الحواش: "إن ما قاله كوربين الشيء الواقعي كجهة معارضة للحكومة"، مستبعدًا استجابة الحكومة له لأن بريطانيا تبحث عن تعزيز تعاونها التجاري الدولي".