فلسطين أون لاين

​الهيئة الوطنية تحيي يوم الأسير في خيام العودة شرق البريج

...
جانب من فعاليات إحياء يوم الأسير في خيام العودة (تصوير / رمضان الأغا)
غزة - نور الدين صالح

أحيت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى، أمس، ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، في خيام العودة قرب السياج الفاصل شرق مخيم البريج في المحافظة الوسطى.

وقال مدير مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر مزهر، إن إحياء يوم الأسير هذا العام يأتي والحركة الأسيرة تمر في أصعب مراحلها.

وذكر مزهر أن العام الحالي شهد تصاعد الاعتقالات اليومية والانتهاكات بحق الأسرى واستمرار سياسة الإهمال الطبي وعمليات القتل المتعمد للأسرى المرضى، وسياسة العزل الانفرادي.

وعدّ أن الأخطر من ذلك هو الاستهداف المتصاعد للأطفال الفلسطينيين والإجراءات القمعية بحقهم، من تعذيب ومحاكمات جائرة وغرامات مالية باهظة والحبس المنزلي، مؤكداً أن "كل هذه الانتهاكات مخالفة لكافة الاتفاقيات التي تضمن حقوق الأطفال".

وقال: "من المفترض أن يشكّل يوم الأسير محطة لتوحيد الجهود وشحن الهمم لنصرة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال وتسليط الضوء على معاناتهم المتفاقمة والانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحقهم من السجان الإسرائيلي".

ودعا مزهر، منظمتي الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي لتشكيل وفد دولي لزيارة السجون للاطلاع على الأوضاع الصحية للأسرى المرضى، وتشكيل لجنة تحقيق بجرائم استشهاد العديد من الأسرى.

وطالب، الصليب الأحمر بالكف عن صمته والتحرك بشكل جاد وفاعل لإنهاء معاناة أهالي الأسرى بزيارة أبنائهم بشكل دائم ومنتظم وفقاً للقانون الدولي ودون شروط ومعيقات، وإلغاء المنع من الزيارات تحت حجج ما يسمى المنع الأمني.

ويقبع في سجون الاحتلال نحو 6500 أسير فلسطيني، منهم 350 طفلاً و62 أسيرة، و500 معتقل إداري و6 نواب من المجلس التشريعي، و1800 أسير مريض.

وفي كلمة الهيئة الوطنية لمسيرة العودة، قال علي القطاوي إن مدلول الاحتفاء بيوم الأسير في خيام العودة، له معنى كبير لاستحضار حق العودة للأراضي المحتلة في ذاكرة الشعب الفلسطيني.

وأضاف القطاوي: "الاحتفاء بيوم الأسير لا يدركه إلا المحبون لوطنهم، المخلصون لهويتهم الوطنية، للتأكيد على زوال الاحتلال وعدم الاعتراف بشرعيته".

وبيّن أن الجميع بات يدرك فاعلية النضال الشعبي منذ انطلاق مسيرة العودة قبل أسبوعين، تأكيداً على رفضه لأي مؤامرات تحاك ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن صراع الشعب مع الاحتلال ليس احتلال حدود، إنما هو صراع وجود "ونحن أصحاب الأرض ولنا الحق فيها، والباقون فيها وهم الزائلون".

وأشار إلى أن مسيرة العودة السلمية استطاعت توحيد الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه وفصائله تحت راية علم فلسطين، معتبراً أن علم فلسطين "الهوية الوطنية التي يضحي من أجلها الشعب الفلسطيني".

وتابع: "نحن واثقون بأن تؤتي هذه الانتفاضة ثمارها، بالعودة إلى الأراضي المحتلة بإذن الله".

من جانبه، قال الأسير المحرر سليمان أبو شماس، إن اختيار إحياء يوم الأسير قرب الحدود وبالتزامن مع مسيرة العودة، يدلل على أن مناسبات الشعب الفلسطيني رمز للوحدة والتضحية.

وأكد أبو شماس أن الأسرى يعانون أوضاعاً صعبة خلف القضبان، لا سيما في ظل استمرار الاعتقال التعسفي والانتهاكات اليومية المتواصلة.

وقال: "يجب أن نستشعر آلام ومعاناة الأسرى في سجون الاحتلال، ومعاني التضحية والبطولة التي قدموها فداءً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة"، مشدداً على أن كرامة الأسرى أغلى من كل شيء.

وبين أبو شماس، ضرورة أن تبقى قضية الأسرى حية وعلى سلم أولويات القيادة الفلسطينية، والسعي نحو إبرام صفقة تبادل جديدة لتبييض جميع السجون.