مائة صاروخ ذات قدرة تدميرية كبيرة تسقط على دمشق وحمص فجر أمس السبت. الدول المشاركة في القصف هي أميركا وبريطانيا وفرنسا. القصف طال بحسب تصريحات الدول الثلاث مواقع محددة على صلة بصنع الأسلحة الكيمياوية. (إسرائيل) كانت على علم بتوقيت الضربة، ويقال إنها شاركت في تحديد المواقع المستهدفة، وقدمت معلومات استخبارية للولايات المتحدة بهذا الشأن.
في الاتجاه المقابل شجبت سوريا، وروسيا، وإيران، الضربة ووصفتها بأنها عملية عدوان، ومن ثمة دعت روسيا مجلس الأمن للانعقاد، باعتبار أن الهجوم على سوريا فيه تقويض للنظام العالمي.
في مواقع الإعلام الجديد تغريدات تستخف بالتهديدات الروسية، والإيرانية، وحزب الله، حيث راقبت هذه الأطراف الضربة ولم تنفذ تهديداتها التي كانت تجلجل في الفضاء قبل الضربة؟!
المعارضة السورية لم تستفد من هذه الضربة شيئا، وهذا يكشف أن الضربة لم تكن تستهدف تقديم خدمات للمعارضة، فقد تجنبت القوات المهاجمة النظام السوري نفسه، ويمكن القول إن (إسرائيل) هي الدولة الأكثر استفادة من هذه الضربة، التي دمرت البنية التحتية السورية.
قد يستحق النظام السوري العقاب لقتله الشعب السوري، وتهجيره، وتدمير منازله، ولكن الضربة لم تعاقب النظام، لأن إرادة الإضرار بنظام الأسد، ونصرة المعارضة غير متوفرة البتة. ومن ثمة دعت فرنسا النظام على إثر الضربة إلى حوار سياسي.
الهجوم الثلاثي فيما اعتقد استهدف بوتين شخصيا، ورسيا بشكل عام، حيث أجمعت التحليلات على أن الهجوم كشف ضعف بوتين وروسيا، وقال إن تهديدات روسيا تماثل تهديدات سوريا نفسها، وهذه بعض رسائل الهجوم.
هذا ويجب أن نتذكر أنه ثمة حالة توتر متزايدة بين روسيا وأميركا والغرب على إثر اتهام بريطانيا لروسيا باستخدام غاز الأعصاب ضد عميل روسي مزدوج على الأرض البريطانية.
الهجوم الثلاثي ربما فيه إهانة لا تخطئها العين لروسيا وإيران وحزب الله، وهي إهانة متعمدة لكشف حالة العجز عندهم. وفي لغة مشبعة بالتحدي والاستعلاء قال ترامب: إن المهمة نفذت على أكمل وجه، وحققت النجاح المطلوب. النظام توجع بغير شك، ولكن الشعب لم يستفد شيئا؟!