فلسطين أون لاين

إجراءات الاحتلال في القدس تنغّص احتفاء المسيحيين بأعيادهم

...
القدس المحتلة - مصطفى صبري

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، بالتزامن مع احتفالات الطوائف المسيحية بـ "سبت النور" إيذاناً بـ"عيد الفصح".

ومنعت قوات الاحتلال، السبت الماضي، مئات المسيحيين والزوار الأجانب من دخول كنيسة القيامة في القدس المحتلة، وعززت تواجدها العسكري في محيط البلدة القديمة، في المقابل سمحت لليهود بالوصول إلى حائط البراق للاحتفال بـ"عيد الفصح" اليهودي بلا قيود.

ويقول المقدسي عبد الله الشامي: "شاهدت بأم عيني كيف يتم الاعتداء على مسيرة "عيد الفصح" عند المسيحيين، فشرطة الاحتلال أصبحت مسعورة وتتصرف وكأنها في ساحة حرب".

ويضيف الشامي: "العجائز من النساء لم يتم استثنائهن من اعتداءات الاحتلال"، معربًا عن استغربه من صمت بابا الفاتيكان على هذا التصرف العنصري ضد المسيحيين، "فالكل يصمت على جرائم الاحتلال في القدس، بينما المقدسي يقف شامخا ولا يستسلم".

أما المقدسي معتصم غيث، صاحب مطعم "البراق" الواقع قرب باب السلسلة، فقال لـ"فلسطين": إن الاحتلال أصابه جنون العظمة ولم يعد يحسب حسابا لأحد بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن القدس.

وأضاف: "المجنون ترامب أصاب الاحتلال بالجنون الموجود عنده أصلا، فخلال الفترة التي تلت قراره بحق القدس تغيرت الأحوال رأسا على عقب وكأن المنطقة أصابها زلزال، فتصرفات البلدية والشرطة والمخابرات لم تعد كما عهدناها بل أصبحت سيفا مسلطا علينا على مدار الساعة".

وأكد غيث أن المقدسيين لن يستسلموا أو يرفعوا الراية البيضاء أمام اجراءات الاحتلال، مؤكدًا أن هذه الاجراءات تزيدهم قوة وتصميم وإرادة على التمسك بأرضهم ومدينتهم، ورفض اجراءات الاحتلال.

التاجر المقدسي عبد الحميد المصري الذي يملك دكانا قديما لبيع الملابس في باب السلسلة، وصف حال البلدة القديمة بسبب اجراءات الاحتلال بـ"الصعبة للغاية"، قائلاً: "عيون الاحتلال وجماعات المستوطنين ترنو إلى إفراغ البلدة القديمة وهي حاضنة المقدسات الاسلامية والمسيحية، كي يخلو لهم الجو ويقوموا بعملية تهويد كاملة للمسجد الأقصى بعد تهويد محيطه".

من جهته، قال الخبير المقدسي د. جمال عمرو لـ"فلسطين"، نحن أمام مشهد تخريبي بالكامل، فلم يعد هناك عرف يحترمه الاحتلال بعد قرار الرئيس ترامب المشؤوم بحق القدس.

وأضاف عمرو: "كلما اقتربنا من موعد نقل السفارة الأمريكية للقدس في 15 مايو المقبل، ستكون الاجراءات غير مسبوقة بعنصريتها ووحشيتها، والمعول الأن على المقدسيين، فكما غزة أخذت قرارها بمسيرة العودة على المقدسيين تحمل المسؤولية".

وتعمد سلطات الاحتلال في كل عام، إلى منع دخول آلاف المسيحيين إلى مدينة القدس والبلدة القديمة، قادمين من مدن الضفة الغربية والداخل المحتل، متذرعة بازدحام كنيسة القيامة وعدم استيعابها لأعداد إضافية من المحتفلين.