قائمة الموقع

​تحليل: محاولات وقف مسيرة العودة السلمية لحماية (إسرائيل) دولياً

2018-04-10T05:53:46+03:00

تعمل الولايات المتحدة الأمريكية، بخطوات متسارعة نحو وقف مسيرة العودة الكبرى السلمية في قطاع غزة بعدما حققت نجاحاً كبيراً واستطاعت تصدير القضية الفلسطينية المشهد العربي والدولي، عبر تقديم عروض لتحسين أوضاع غزة.

وقدّم مبعوث الرئيس الأمريكي لعملية التسوية جيسون غرينبلات عرضاً لحركة حماس لوقف مسيرة العودة السلمية مقابل تحسين حياة سكان غزة.

وقال غرينبلات في تغريدة له على "تويتر": "أقول للقيادة في غزة نبذكم العنف ووقف تهديد جيرانكم سيجعلكم تجدون يداً ممدودة من الولايات المتحدة لمساعدتكم وتحسين جودة الحياة بغزة"، مشيراً إلى أن وقف العنف وتهديد (إسرائيل) سيخلق فرصاً عظيمة لمساعدة غزة، وفق زعمه.

ومن الواضح أن هذه المحاولات تهدف بشكل أساسي إلى حماية (إسرائيل) بالدرجة الأولى، على حساب الشعب الفلسطيني، وفق مراقبين.

وأكد عضو الهيئة القيادية لمسيرة العودة وكسر الحصار هاني الثوابتة، أن المحاولات الأمريكية سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء لم تنفك، لقطع الطريق على الحراك والنضال الشعبي.

وقال الثوابتة لصحيفة "فلسطين": "الشعارات التي تحملها هذه التدخلات بالحرص على حياة الناس، هي كلام حق يُقصد به باطل (...) فالحريص على حياة الشعب الفلسطيني يجب عليه الإقرار بحقوقه".

وأضاف "الأجدى بكل هؤلاء الحريصين على مصالح الشعب الفلسطيني، أن يكونوا فعلاً حريصين في توجهاتهم بدعم نضاله لحقه في تقرير المصير وتحرير فلسطين"، مشدداً على أن مسيرة العودة مستمرة حتى تحقيق أهدافها.

وذكر أن الحراك الشعبي على السياج الفاصل جعل الولايات المتحدة تدرك أن "صفقة القرن غير مقبولة"، عاداً تصريح غرينبلات محاولة لإخراج دولة الاحتلال من المأزق السياسي الذي يتصاعد.

وبيّن الثوابتة، أن مسيرة العودة تأخذ زخمًا متزايدًا, إذ يثبت الشعب الفلسطيني يوماً بعد يوم نضجه وحيويته في الميدان، وأعادت للنضال الشعبي بريقه ووهجه وللقضية الفلسطينية مكانتها على المستوى العالمي.

تُحرج (إسرائيل)

في حين رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس د. هاني البسوس، أن سلمية مسيرة العودة الكبرى تُحرج (إسرائيل) كدولة احتلال.

وقال البسوس خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، "لا تستطيع قوات الاحتلال قمع المسيرة السلمية، لأنها إذا فعلت ذلك ستكون مخالفة للقانون الدولي ومسؤولة أمام المجتمع الدولي أنها تعاقب الشعب الفلسطيني السلمي".

وأوضح أن هذا الأمر يشوه صورة الاحتلال أمام المجتمع الدولي، مما يدفع حلفاءه والولايات المتحدة للمطالبة بوقف المسيرة "حتى لا تبقى صورته مشوهة أمام العالم"، وفق قوله.

وأكد البسوس أن الولايات المتحدة تحاول منع أي نشاط أو انتقاد دولي لـ(إسرائيل)، كونها الحليف القوي لها، وتقدم له كل أنواع الدعم السياسي والأمني وغيره.

واستدل على قوله بمنع الولايات المتحدة، مجلس الأمن، بإصدار بيان إدانة لجرائم الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرة العودة الكبرى، مشيراً إلى أن هذا التعطيل يؤكد أنها لم تعد وسيطاً نزيهاً ولا دولة تحترم القانون الدولي الإنساني، وتعاقب الشعب الفلسطيني.

لكن البسوس استبعد أن تنجح محاولات وقف المسيرة "فإذا كانت آلة القمع والقتل الإسرائيلية لم تنجح في وقف الشبان، فكيف ستنجح هذه المحاولات".

قضية سياسية كبيرة

ويتفق مع ذلك، الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني لا يقاد من أمريكا، فالقضية ليست مسألة شراب أو طعام، وإنما قضية سياسية كبيرة تحاول واشنطن تصفيتها.

وبيّن الصواف لصحيفة "فلسطين"، أن المسيرات جاءت نتيجة للظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني، معتبراً العروض التي تأتي من أمريكا وبعض دول الإقليم "محاولة للتخفيف عن الاحتلال".

وذكر أن مسيرة العودة أثرت بشكل كبير على الاحتلال وأوصلته لمرحلة القلق، والدفع بحلفائه للمطالبة بوقفها.

واستبعد الصواف أن تُجدي هذه العروض نفعاً مع الشعب الفلسطيني، بل ستدفعه للاستمرار بالمشاركة في المسيرة السلمية، لافتا إلى أن التعاطف الدولي يُحرج (إسرائيل) ويسيء لصورتها أمام العالم.

انحياز أعمى

بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن غرينبلات بات مُصاباً بعمى أيديولوجي ظلامي أفقده البصر والبصيرة، وجعله يستمع فقط إلى مواقف أركان اليمين في حكومة الاحتلال، ويتبنى تبريرات ضُباط جيش الاحتلال.

وأكدت الوزارة، في بيان أمس، أن "مبعوث ترامب لشؤون المفاوضات الدولية وأمثاله لا يمكن أن يصدر عنهم تقييم عادل، أو موضوعي للصراع وحقائقه، معتبرة تصريحاته "خارجة عن القانون الدولي والشرعية الدولية، وقراراتها، ومبادئ حقوق الإنسان".

وقالت: "يُصر غرينبلات على إبقاء نفسه حبيساً في خندق الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا وحقوقه وحراكه السلمي على حدود قطاع غزة".

ورأت أن تصريحات المسؤول الأمريكي "تبرئ الاحتلال، وحتى تنكر وجوده، متبنيًا سياسة التسهيلات التي اعتاد الاحتلال الترويج لها لتضليل الرأي العام العالمي، وتقزيم القضية الفلسطينية والأسباب الوطنية الكامنة وراء الحراك الفلسطيني السلمي ضد الاحتلال والاستيطان، بهدف تحويلها إلى مشكلة سكان يبحثون عن بعض التسهيلات".

اخبار ذات صلة