فلسطين أون لاين

​"الشاب خليل".. مرابط على حدود غزة رغم إصابته السابقة

...
غزة - الأناضول

حاملاً جراحه، وأمنياته بالعودة لبلدته الأصلية، يقطع "خليل الفقي" مسافة طويلة مشيًا على الأقدام، للمشاركة والاعتصام في "مخيم العودة"، المقام شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، على بعد أمتار من السياج الحدودي مع (إسرائيل).

وعلى الرغم من إصابته بعيار متفجر في قدمه قبل عدة شهور، خلال مواجهات اندلعت عند السياج الحدودي، يصر خليل (20 عاماً)، على المشاركة بمسيرة العودة، للمطالبة بالعودة لبلدته "يِبْنا" التي هجّر منها أجداده عام 1948.

ولم تمنع الإصابة "خليل" من المشاركة يوميًا في الاعتصام بشكل سلمي داخل مخيمات العودة المقامة شرقي قطاع غزة، وهي المنطقة التي أصيب فيها.

ولا يزال "خليل" يخضع للعلاج من إصابته السابقة حتى الآن، حيث ركّب له الأطباء مسامير "بلاتين"، لتثبيتها، كما أنه يمشي على عكاز.

ويقول الفقي:" أشارك بشكل يومي في مسيرات العودة رغم إصابتي السابقة في نفس المكان، إلا أنني مصر على الذهاب والمشاركة في هذه المسيرات السلمية".

ويضيف:" جيش الاحتلال يعتقد أنه سيثنينا عن المشاركة في هذه المسيرات عندما يصيبنا، لكننا نتحداه ونعود للمشاركة فيها يومياً، حتى عودتنا إلى أرضنا المحتلة".

ويوجّه "خليل" رسالته لـ(إسرائيل) قائلًا:" سنعود إلى أراضينا يومًا ما، وسنزيل السياج الحدودي".

ويضيف:" بالرغم من الإصابة وآلامها، ومن الوضع الصعب الذي يمر به الشعب الفلسطيني بشكل عام، إلا أننا سنبقى متمسكين بحقنا ولن نترك مكان الاعتصام إلا بعودتنا إلى أرضنا".

ويؤكد الفقي، على سلمية المسيرة، ويقول:" عندما أصبت، كان اعتصامنا سلميًا قرب الحدود، لكن (إسرائيل) لا تعرف معني السلمية، وتسعى لاستهداف الفلسطيني أينما وجد".

ويستذكر الفقي إصابته، فيشير إلى أنه توجه مساء يوم الجمعة 3 نوفمبر/تشرين ثاني 2017، قرب السياج الحدودي شرق مخيم البريج، برفقة عدد من الشبان، بغرض أداء صلاة الجنازة على أرواح عناصر من حركة الجهاد الإسلامي، استشهدوا في تفجير جيش الاحتلال لنفق على الحدود.

وفجرت (إسرائيل) بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين أول الماضي، نفقاَ على الحدود، تسبب باستشهاد 14 شخصاً غالبتهم من عناصر حركة الجهاد الإسلامي.

ويضيف الفقي:" أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة قرب السياج الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع، تجاهنا، ما تسبب في إصابتي بعيار ناري في الساق الأيسر".

ويكمل:" تم نقلي عبر سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، إلى مستشفى شهداء الاقصى لتلقي العلاج، ووصف الأطباء إصابتي بالمتوسطة".

وأشار إلى أن الطلق الناري الذي أصابه، من النوع المتفجر، حيث أحدث تهتكاً بالعظام، وهو ما دفع الأطباء إلى تركيب "بلاتين" في الساق حتى يتمكن من المشي عليها مجدداً.

ويضيف:" لم ترهبني الإصابة، وما زلت أشارك في أي فعالية على حدود القطاع".

وأكمل الفقي:" على عكازي هذا جئت للمشاركة، في مسيرات العودة، وهدفي هو العودة إلى قريتنا التي لم نرها (يِبْنا) ولكن حدثنا أجدادنا عنها كثيراً".

وتابع:" سآتي كل يوم هنا، كي أساعد الشباب، ولا يهم إن أصبت مجدداً أو استشهدت".

ومنذ الثلاثين من مارس/ آذار الماضي، يتجمّع فلسطينيون قرب السياج الحدودي الفاصل بين غزة و(إسرائيل)، ضمن مشاركتهم في مسيرات "العودة" السلمية، المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948.