فلسطين أون لاين

​يحاول بشتى الطرق إيقافها

تحليل: تهديد الاحتلال بقصف غزة يكشف أزمته أمام مسيرة العودة

...
فلسطينيون يشاركون في مسيرة العودة شرق غزة (تصوير / رمضان الأغا)
غزة - يحيى اليعقوبي

بطرق مختلفة يحاول الاحتلال الإسرائيلي إيقاف مسيرة "العودة الكبرى"، وكان آخرها تهديده بقصف عمق قطاع غزة، الأمر الذي عده مختصان في الشأن الأمني والعسكري، دليلا على الأزمة وحالة الإرباك اللتين سببتهما تلك المسيرة للاحتلال سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.

وأوضح المختصان في حديثين منفصلين لصحيفة "فسطين"، أن الاحتلال يحاول بشتى الطرق وقف مسيرة العودة، وإفشال أي استثمار فلسطيني لها، خاصة بعد أن استطاعت حركة حماس وفصائل المقاومة بغزة تصدير الأزمة إلى دولة الاحتلال.

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية نقلت أمس، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، قولهما، إن سلاح الجو الإسرائيلي قد يقصف مواقع تابعة لحركة حماس، إذا استمرت التظاهرات قرب السياج الأمني المحيط بقطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين رفضهم لاستمرار مسيرة العودة لمدة طويلة وتحولها إلى حرب استنزاف على طول السياج الفاصل، متهمين حركة حماس بالوقوف خلف تنظيم تلك المسيرة التي انطلقت في 30 آذار/ مارس الماضي.

وسعى الاحتلال منذ بدء مسيرة العودة إلى إحباط الحراك بطرق مختلفة، حيث طلب سفيره في الأمم المتحدة داني دانون من ممثلي دول العالم التوجه بطلب ورسالة إلى الفلسطينيين لوقفها، ونشر مئات المنشورات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن تهديد المشاركين ومساعديهم بالاستهداف، وغيرها من الإجراءات.

إفشال الاستثمار

ورأى المختص في شؤون الأمن القومي، د. إبراهيم حبيب، أن تهديدات الاحتلال تأتي في إطار محاولة ردع أية استثمارات فلسطينية وخاصة من حركة حماس لمسيرة العودة، والتي بدأت تشكل حالة إحراج شديدة للاحتلال أمام المجتمع الدولي، نتيجة استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل.

وأوضح حبيب لصحيفة "فلسطين"، أن مسيرة العودة تسببت بحالة إحراج دولية كبيرة لـ(إسرائيل)، بعد أن تصدرت صور الشهداء والجرحى العزل وسائل الإعلام العالمية، لذلك يحاول الاحتلال تخويف الفلسطينيين في هذه المرحلة ضمن محاولته لوأد المسيرة.

وقال إن تهديد الاحتلال بقصف مواقع حركة حماس في قطاع غزة يأتي لردعها عن دعم المسيرة التي شكلت أداة جديدة تستخدمها المقاومة، وأثبتت نجاعتها في إحراج الاحتلال أكثر من المواجهة العسكرية، حسب اعتقاده.

ولفت إلى أن تهديدات الاحتلال تدلل على حالة العجز والإرباك التي أصابت جيش الاحتلال في التعامل مع المتظاهرين.

ولا يستبعد حبيب أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تهديداته، للهروب من الأزمة التي سببتها المسيرة العودة، قائلا: "ربما يكون التصعيد العسكري إحدى الأدوات التي قد يستخدمها لمواجهة هذه المسيرة".

آلمت الاحتلال

من ناحيته، رأى الخبير العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن تهديدات الاحتلال تكشف عن الألم الذي سببته له هذه مسيرة العودة، حيث أكدت أن القضية الفلسطينية ليست قضية معابر وحصار وأموال، بل هي قضية حق عودة شعب لأرضه.

وأوضح الشرقاوي لصحيفة "فلسطين"، أن على الفلسطينيين الاستفادة من الألم الإسرائيلي الذي سببته مسيرة العودة بالتأكيد على أن الحقوق الفلسطينية غير قابلة للتصرف.

وقال إن جيش الاحتلال بهذه التهديدات يريد أن يوصل رسالة لحماس أنها مسؤولة عن الأمن في القطاع، ويريد أن يقتل فكرة مسيرة العودة التي كشفت بشاعة وحقيقة جيش الاحتلال أمام الرأي العام الدولي.

وتعيش حكومة الاحتلال في مأزق داخلي كبير، وفق الخبير الشرقاوي، موضحًا أن حماس وفصائل المقاومة استطاعت تصدير الأزمة إلى دولة الاحتلال، خاصة أن الاحتلال بعد سبعين عاما من استيلائه على أرض فلسطين لم يستطع إنشاء دولة وطرد أصحابها منها، بل وجد أن الشعب الفلسطيني أعاد الاعتبار لقضيته.