فلسطين أون لاين

​الرزنامة الأخيرة

...
صورة تعبيرية عن الرزنامة
بقلم / يحيى اليعقوبي

انتهى كانون الأول (ديسمبر) وطوى عام 2016م صفحته الأخيرة بالأمس، وارتحل بنفسه وساعاته وأيامه إلى الماضي، مجريات وأحداث ومنعطفات عاشها كل شخص منا بشكلٍ يختلف عن الآخر، فالبعض بالنسبة له العام يمضي ويركنه إلى أدراجٍ يغلفها بصندوق النسيان، وهناك من يضعها بصندوق الأمل ويبدأ عامه بطموح جديد.

عليك أن تتأكد أن هناك أملًا يشرق كل يوم يجب أن تتمسك به، وهناك حلم جميل لن يحققه أحد غيرك، وهناك ابتسامة كضوء الشمس يجب أن لا تختفي منك كل صباح، وهناك طموح وهدف ونقاء.. أنت وحدك تحدد مسار حياتك فاختر أحسن الطرق.

إن كان العام قد مضى وفاتك الوقت عن تحقيق أهدافك، فالفرصة ما تزال متاحة، ابدأ العام الجديد، بتقييم النفس وأسباب التعثر وفشل المحاولات، والمؤثرات الداخلية والخارجية على ذلك، وابدأ بمعالجة نقاط الضعف لديك واستثمار نقاط القوة، وتنمية المعلومات، شارك بدورة جديدة تحتاجها، وواكب التطور حسب ما ينسجم مع طبيعية عملك، أو ظروف حياتك، تغير للأفضل دائمًا، وابتعد عن عادات أو أساليب سيئة كنت تفعلها.

في أول يوم في العام الجديد، تأكد أن التمني جميل ولكن الأحلام لا تتحقق بالتمني إن لم يتبعه الجد والاجتهاد والمثابرة وحتى الكفاح، كن صاحب إحساس عال يحفز الآخرين حتى وإن كنت تعيش في عالم من الإحباط.

لأن الإنسان بطبيعته كتلة مشاعر تحفزه الإيجابيات على العمل والمواصلة والنجاح، وتؤثر به الانتقادات السلبية، ويميل دائمًا إلى حب الثناء، فثق بنفسك أينما كنت سواءً بمؤسسة صغيرة أم كبيرة، أو أنت بعمل أو بلا عمل، وحاول أن تصنع الفرصة أنت، ولا تنتظرها كما يفعل الكثيرون.

فإن لم تتحرك تجاه كل ما تحلم به وتحبه وتريد أن تفعله، فإنك ستبقى تنتظره العمر دون أن تحققه، لأن الأحلام تأتيك في المنام فقط؛ أما في الواقع فيجب أن تذهب إليها.

وإلا فستبقى تنتظر العمر دون أن تحقق شيئًا، واحرص على مراقبة "عداد الوقت" لتحقيق الإنجازات ولا تكن ممن يهدرون أوقاتهم والأعمال تنتظرهم على مكاتبهم وأجندتهم اليومية فينتهي الوقت وتبقى الأعمال، وتتكرر هذه الحالة معهم بشكل روتيني حتى ينتهي العام وهم على ذات النهج.

لا شك أننا نمر بقطار الحياة جميعا، ويجب أن ندرك أن في الحياة أناسًا يجيدون ثقافة إحباط الآخرين والتأثير عليهم لتعويض نقص داخلي لديهم.. هنا الثقة بالنفس وتجاهل هكذا أشخاص راحة للنفس البشرية التي تميل للتشجيع والتحفيز، ابتعد عن هؤلاء ولا تكترث بملاحظاتهم طالما أنك تثق وتقتنع أن ما تفعله إيجابي.

في الحياة ستواجهك صخورٌ صلبة يحتاج كسرها وتخطيها بذل جهدٍ كبير، وإرادة فولاذية كي تصل إلى طموحك.

في النهاية، تمر بنا الأيام مسرعة كالقطار على سكته، وتمضي كالرياح عند هبوبها، فنأخذ من ماضينا الأمل ومن حاضرنا ومستقبلنا الأحلام ونسير إلى هدف سنقابله في نهاية الطريق.

أخيرًا تعلمت أن الحياة قد تنتهي في أي لحظة ونحن غافلون، وتعلمت أن تعمل الخير ولا تنتظر بعده أي مقابل من الناس.. لكي لا تصدم، وتعلمت أن الكلمة الطيبة هي رأس مال الطيب على هذه الدنيا، وأن كل شيء تفعله سيكون بالماضي حال ما تنتهي منه، إلا العبادة، فكل ما تزرعه بالماضي تجنيه بالمستقبل.