الصحفيون أهداف مفضلة عند جنود الاحتلال.. الاحتلال حين يستهدف الصحفيين بالقتل والقمع إنما يستهدف الحقيقة التي ينقلها الصحفيون من مواقع الأحداث. ( إسرائيل) تغتال الصحفي خلافا للقانون لأنها تستهدف اغتيال الرأي العام الدولي والمحلي على السواء؟! قيل للقناص الإسرائيلي من عدوك الأول في المظاهرات؟! قال الصحفي حين يشغل كاميرته؟! قيل له ثم من؟ قال الصحفي وهو يصور؟! قيل له ثم من؟ قال ياسر مرتجى وأمثاله؟! قيل له كيف تتصرف؟ قال أقتله أولا بحسب التعليمات من قيادة الجيش؟!
صدق القناص!.( إسرائيل) هي الأخطر عالميا على الصحافة والصحفيين، هذا ما يقوله تاريخ الصحافة الفلسطيني، في الانتفاضتين، والحروب الثلاث ضد غزة، وهو ما يؤكده الشهيد بإذن ياسر مرتجى، الذي قضى نحبه برصاصة قناص إسرائيلي أثناء تغطيته الصحفية لمظاهرات جمعة الكوشوك؟! ياسر لم يكن يحمل سلاحا أوتوماتيكيا، ولكنه في عُرف يهود يحمل ما هو أخطر عليهم من السلاح؟!
الرصاصة القاتلة اخترقت الكاميرا، كما اخترقت الجسد الغض، ولكنها فشلت في اختراق الحقيقة وقتلها. الحقيقة التي صورها ياسر وإخوانه ستبقى شاهدا على جرائم العدو ضد الصحفيين والإعلاميين. ياسر رحمه الله خرج مع قطرة الدم الأولى إلى الفضاء العالمي ليحكي لهم جرائم ( إسرائيل) ضد الصحفيين، وضد المدنيين٠
حين بدأ الرأي العام والمؤسسات المدنية تنتقد دولة الاحتلال ادعى الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، عدم مسؤوليته عن استهداف الصحافيين، وزعم أنه سيشكل لجنة تحقيق؟! الجريمة المتعمدة تحتاج إلى لجنة تحقيق دولية، لأن لجان الجيش لا تحظى بثقة أحد؟! يقول الناطق باسم الجيش في بيان له: "الظروف التي يُزعم أن الصحافيين تعرضوا خلالها للإصابة من قوات الجيش غير محددة ومعروفة ويجري فحصها".
إن إنكار الجيش مسؤوليته عن قتل ياسر وجرح إخوانه الصحفيين لا يعني شيئا، فلدينا عشرات الشهود من المتظاهرين، ولدينا الرصاص الذي اخترق الأجساد، ولدينا 1070 جريحا كلهم يشهدون على استهداف الجيش لهم . رحم الله "ياسر" وإخوانه وأسكنهم فسيح جناته.