قائمة الموقع

الإندونيسي "حسين" تأسره جسارة الأطفال والفتية على حدود غزة

2018-04-08T06:03:55+03:00


كان يتنقل بين المتظاهرين في مسيرات العودة شرق مدينة غزة، يلتقط الصور مع الأطفال والشباب الذين يتوشحون الكوفية ويحملون أعلام فلسطين.. محمد حسين "30 عاما" مواطن إندونيسي جاء لخيم الاعتصام لمشاركة أهالي قطاع غزة في مطالبهم بحق العودة.

وأكثر ما يلفت انتباه الشاب الإندونيسي خلال تواجده على الشريط الزائل بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، هو كيف أصبحت المناطق الحدودية التي كانت تعد خطيرة أمنياً، إلى ساحة "ملاهٍ" تستقطب الغزيين من كافة المحافظات رغم خطورتها.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "هذا دليل أن شعب غزة شعب الجبارين ولا يخاف من الاحتلال".

وبعربية متكسرة يبدي حسين عن إعجابه الشديد بالغزيين "هؤلاء يجب أن يكونوا قدوة لكل الناس في العالم، بشجاعتهم وحماستهم والتزامهم بثوابتهم وصمودهم رغم الحصار والاحتلال، يواصلون الإبداع والابتكار في طرق المقاومة والمواجهة".

وحسين (30 عاما)، إندونيسي يدرس "الشريعة الإسلامية" في المستوى الرابع بالجامعة الإسلامية، وجاء إلى غزة عام 2011 مع قوافل آسيوية لكسر الحصار، ورغم عودة زملائه المتضامنين إلى بلادهم إلا أنه ومجموعة من الشباب الإندونيسي اختاروا البقاء في غزة وساهموا في إنشاء المستشفى الإندونيسي الذي افتتح قبل عامين.

ويعرب حسين عن دهشته من شجاعة الشبان الغزيين الذين يعتصمون في مواجهة سلمية شعبية للتأكيد على تمسكهم بحق العودة، قائلاً: "هذه الشجاعة جعلتني متحمسا كي أتعلم من الفلسطينيين في غزة دروسا ايجابية كثيرة".

لكن هذا الإعجاب لا يخلو من خوف فطري، كما يشير خلال التقاطه صورا في صفوف متقدمة بين المتظاهرين، مستدركاً، بعد أن وضع يديه على رؤوس عدد من الأطفال الذي التفوا حوله بعد صور تذكارية: "كيف أخاف وهؤلاء الأطفال لا يخافون من الاحتلال؟ فمنهم أتعلم الشجاعة أشعر بالفخر والشرف، فهؤلاء أخوتي، وأمنيتي منذ طفولتي أن أقف مع أهل غزة جنبا إلى جنب".

لكنّ هذا الفرح والسعادة اللذين يشعر بهما حسين ممزوجة بالألم والحزن تجاه الضحايا والشهداء والمصابين "لكننا نؤمن أن هذه الدماء التي تسيل، وهذه النفوس التي تقتل لن تذهب دماؤها هدرا بل لهم أجر عظيم".

ويقول الشاب الثلاثيني إنه زار عدة دول عربية وإسلامية، لكن شعوراً غريباً تملكه عندما وصل غزة وتحديداً معبر رفح: "شعرت أنني بين أهلي".

ويستعيد حسين لحظاته الأولى في غزة "كان شعورا عجيبا غريبا، لم أشعر بالغربة مطلقا، خاصة أن الغزيين هنا يتعاملون معي باحترام، فهم يكرمون الضيف ويحبون الأجانب خاصة من المسلمين في إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم (..) هذا التعامل الحسن له دور كبير في راحتي وسعادتي هنا بغزة".

ويوجه حسين رسالة إلى أهالي القطاع بأن تستمر دعوات التظاهر ضد الاحتلال، وأن يحافظوا على قضية فلسطيني، مؤكدا أن الشعب الإندونيسي يلتزم بالوقوف مع الشعب الفلسطيني حتى تحرير أرضه.

فيما أبرق برسالة إلى العالم بأن يفتح عينيه تجاه الشعب الفلسطيني المحاصر "فهم يحتاجون للمساعدة والتضامن الدولي الدائم سواء تحت مسميات دينية أو إنسانية أو حقوقية من أجل تقرير مصيره أسوة بشعوب العالم الحرة كما أقرت بذلك كافة الأعراف والمواثيق الدولية".

وأضاف حسين: "المطلوب من الدول العربية والإسلامية نصرة الفلسطينيين، ودعم القضية الفلسطينية ومساعدة أهل فلسطين بالأموال إن لم يستطيعوا القدوم للمقاومة معهم، وأن تبقى عيونهم موجهة ومفتوحة باتجاه بيت المقدس، باعتبار أن قضية المسجد الأقصى أهم القضايا الإسلامية هذه الأيام".

اخبار ذات صلة